من معالم الكرم وحسن الضيافة التي نشأ عليها آباؤنا وأجدادنا هي حسن استقبال الضيف والترحيب فيه، حيث خصص في تصميم البيوت السعودية الشعبية القديمة غرفة تسمى (القهوة أو المشب)، وغالبًا ما تكون بجوار مدخل المنزل الخاص بالرجال، حيث يوجد مدخل خاص بالنساء بحسب مساحة البيت (صورة 1)
وهي مخصصة لاستقبال الضيوف ومهيئة لعمل القهوة السعودية أمام الضيف مباشرة حيث يجلس المضيف - غالبًا صاحب المنزل - في مكان مخصص له بجوار (الوجار) وجميع أدوات عمل القهوة من حوله، حيث تتكون من (وجار) لإشعال الحطب وأرفف فيها دلال وأباريق (الكمار) (صورة 7) مصفوفة بشكل جمالي موزون، وعلى يمينه مغسلة صغيرة -استحدثت مؤخرًا- يستخدمها المضيف في غسل الفناجيل وأدوات القهوة.
وكما ذكرها لي والدي -رحمة الله - عند استقبال الضيف تبدأ مرحلة الضيافة بعمل القهوة السعودية حيث يقوم المضيف:
- حمس قهوة البن الأخضر بالمحماس (صورة2) ويحركها على النار حتى يصل لون البن إلى اللون الذهبي حيث تفوح رائحة القهوة الذكية في هذه المرحلة
- ثم يضعها في إناء يسمى (المَبرد) لتبريد البن (صورة 3).
- ثم يضع حبات القهوة في (النجر) ويقوم بطحنها بيد الهاون (صورة4).
- ثم توضع القهوة المطحونة في (الملقمة) وهو إبريق خاص لطبخ القهوة على النار حتى تغلي وتتقلب لبضع دقائق للحصول على مذاق القهوة المطلوب (صورة 5).
- خلالها يتم طحن حبات الهيل بالمقدار الكافي وتوضع جانبًا.
- تجهز الدلة المذهبة على النار وهي المرحلة الأخيرة حيث يضاف عليها الهيل المطحون ثم (تزل) أي يتم صب القهوة من (الملقمة) إلى الدلة الذهبية لتسخينها وامتزاج مذاق الهيل الطازج مع القهوة (صورة 6).
- وتقدم للضيف مع التمر بفناجيل القهوة المعروفة.
علينا أن نفتخر بمعالم الكرم والضيافة والمحافظة على هذا الإرث التراثي القيم بتصاميم معاصرة تواكب المنازل والسكن الحديث.
فقيمة فنجان من القهوة السعودية تم صنعه للضيف هو أجمل تعبير عن مدى الترحيب والكرم وحسن استقبال الضيف.
** **
- م. مشاعل محمد العيدان