علي الزهراني (السعلي)
لا يزال الدكتور محمد ربيع الغامدي الفيلسوف السعودي يحفّز ويستفز كل من يستمع لمحاضراته خصوصاً حول مصطلح « المعرفة « ولعلي هنا سأبدأ بتفكيك ما جاء في العنوان «النص المتهم».. أولاً لا بد أن نبحث بداهة عن ماهية النص عند الغربيين؟ كما اطلعت على ذلك خصوصاً عند الفرنسية تدل على النسيج صناعة لفظة ومعنى وهكذا في العربية عندنا تعنى باختصار رفع الشيء وإظهاره ومنها اشتقت كلمة المنصّة
اصطلاحا يرى محمد مفتاح تعريف النص بأنه «وحدات لغوية طبيعية منضدة متسقة منسجمة» وكذلك يراه مدونة كلامية وحدثاً تواصلياً تفاعلياً وله بداية ونهاية.
عند الغربيين اصطلاحاً ومن أبرزهم فان ديك إذا يقول «إن النص نتاج لفعل وعملية إنتاج من جهة وأساس لأفعال وعمليات تلق واستعمال داخل نظام التواصل والتفاعل من جهة أخرى»
طيب من وجهة نظر سعلية أقول: إن النص ما يختمره القلب ويشغله العقل وتؤمر به الأنامل لتكتب حروفاً على شكل كلمات يشعر بها الكاتب أولاً ليجسّر ذلك من خلال القرّاء تفاعلاً وتواصلاً نأتي الآن أيها السيدات والسادة لكلمة «المتهم» الاتهام كما هو معروف أحد ما يتهمك من خلال يقين من اتهمك وأنت وقتها تضطر عندها تدافع عن نفسك إذاً المسألة بين شاكٍ ومتهم! دعونا الآن نجمع الكلمتين..
(النص المتهم) وهو ما ذكره نصاً الدكتور محمد ربيع الغامدي: أن النص متهمٌ والذين يسمعونه متهمون..
الحقيقة بعد أن استمعت لما ذكره بتّ حائراً من ناحتين:
الأولى: حين بحثت عن هاتين الكلمتين النص المتهم
لم أجد سوى ما ذكره الفيلسوف كانط حسب ما قاله وفهمته إن العقل البشري يُعدِّل العالم التجريبي جاعلاً المعرفة أمراً ممكناً. يسمي المعرفة المستقلة عن التجربة «بالبداهة» (معرفة قبلية)، بينما يسمي المعرفة المستقاة من التجربة «استدلالاً» (معرفة بعدية
الثانية: النص المتهم لم أجده سوى عند الفيلسوف محمد ربيع!
لذا سأكتب من وجهة نظر سعلية:
النص المتهم هو نص يكتبه البشر والنص المقدس نص إلهي مستحيل يكون متهماً سوى من يفسره تأويلاً كذلك الحال للتشريع نص مقدس وليس متهماً بطبيعة الحال.
إذاً كل من نستمع إليه أو نقرؤوه أو نشاهده مطلقاً غير المقدس بوحي! هو متهم عندنا حتى تثبت براءته وصدقه وهذا ما ذكره ربيع في محاضرته، بل زاد ونحن الذين نتلقاه متهمون! بمعنى ألا نسلّم بأي حال من الأحوال للنص فهو عندنا متهم وهذا يقودنا إلى نظرية تصوير قصر مثلاً فكل منّا يقرؤوه من زاويته هو من جميع جهات هذا القصر، والعجيب أنها صورة جميلة فالاختلاف في الذوق ودقة التصوير هذا تماماً ما أقصده فالنص يبقى فهمه معرفة إلى حين نتبين كنهه ونصدقه في الختام، يعني بحسبة بسيطة وفيها أختم:
- النص متهم يقابله الاستقلال بالرأي بعد الشك فيه.
- النص متهم على طاولة البحث والتنقيب.
- النص متهم حتى يثبت صدقه.
يعني أن مقالي هذا يدخل في دائرة المقال المتهم حتى تثبت سعليته.
سطر وفاصلة
السعادة في البوح وليس النوح والبوح يأتي على شكل تعبيري منا من يكتب ومنا من يتحدث ومنا من يدمع حتى البكاء نوعاً من أنواع البوح بشرط لا يصل لحد الجنون.. فبعض البكاء جزع وبعضه شفاء.