لم يكن مفاجئاً فوز منتخبنا الوطني في مباراتيه الماضيتين أمام المنتخب الباكستاني والأردني في التصفيات لكونها أتت أمام منتخبات أقل فنياً من المنتخب السعودي والمنتظر منه هو الفوز في هاتين المباراتين، ولكن الأمر المبشر بالنسبة لي هو أن المدرب مانشيني بدأ يتلمس طريقه مع المنتخب في عدة أمور أولها وأهمها أنه رأى بأن المنتخب بحاجة إلى تغيير طريقة لعبه حتى وإن لجأ إلى الطريقة التي يفضلها واستخدمها مؤخراً مع المنتخب الإيطالي، إلا أن المنتخب ومنذ الأزل يعاني أشد المعاناة في الجانب الدفاعي، فضلاً عن الشح الكبير الحاصل في كرتنا المحلية من وفرة العناصر الهجومية في شتى المراكز، وبات واضحاً أن المعسكرات السابقة للمنتخب مع مانشيني قد أوضحت له الكثير من الأمور التي كانت بحاجة إلى معالجة عاجلة وفورية وهذا ما تم، حتى بتنا نلحظ شكلا واضحا للمنتخب وهوية بدأت تُرسم لأسلوب لعب المنتخب مع مانشيني، وعند مشاهدتي لبداية المدرب مع المنتخب من خلال المباريات الودية تذكرت كيف كانت بداية مارفيك ورينارد معنا عند بدايتهم المتعثرة وما أشبه الليلة بالبارحة، فمنتخبنا الوطني مع أي مدرب بحاجة إلى وقت وجهد وعمل كبير، فقوة المنتخب في المجموعة أكثر منها في الأفراد، وعندما تعتمد على بناء المجموعة فأنت بحاجة إلى وقت أطول مما ستكون عليه عند تدريبك لأي ناد أو منتخب قوة أفراده توازي أو أعلى من المجموعة، لذا مازلت عند حديثي سابقاً بأننا تأخرنا كثيراً في حسم ملف مدرب المنتخب لهذه الأسباب ولقرب بطولة مهمة نطمح بالوصول بها إلى أقصى مراحلها وهي كأس آسيا، ومتأكد بأن جميع اللاعبين الذين استبعدهم مانشيني في معسكره الأخير سيتواجدون في قائمة المنتخب المشاركة في البطولة الآسيوية كالغنام والبريكان وكنو والفرج والذين يشكلون ثقلاً كبيراً في التشكيلة الأساسية للمنتخب، ولا أعلم إن كان استبعادهم لأمر انضباطي عدا سلمان الفرج لإصابته أو لإرسال رسالة معينة أراد أن يوصلها للجميع، ولكن الأهم بأن هؤلاء اللاعبين يشكلون أهمية كبيرة في تشكيلة جلّها من اللاعبين الشباب، وإن كان هناك من شُكر يقدم للسيد مانشيني هو أنه قد أبرز لنا مواهب لم يُسلّط عليها الضوء كثيراً في دورينا كعباس الحسن ومختار علي من الفتح وعون السلولي ومعاذ فقيهي من التعاون.
رسالتي: سالم الدوسري استبعد من المنتخب نتيجة تعرضه إلى ثلاث إصابات جعلته خارج حسابات المدرب، إن كان هناك من يشكك بهذه الإصابة ويتصيّد لدرجة سؤاله لماذا الهلال الذي أعلن وليس المنتخب ويرى بأن هناك أمرا مريبا لا تحرص على إقناعه أولاً، ثم إن من يظهر للإعلام ينبغي أن يبحث أولاً عن المعلومة قبل الظهور حتى تسمع لرأيه.
** **
- محمد العويفير
@owiffeer