عثمان بن حمد أباالخيل
عدد المدارس في المناطق الثلاثة عشر في مملكتنا الغالية أكثر من 33 ألف مدرسة، يتعلم بها 5.119.953 طالباً وطالبة، يقوم بتعليمهم 518.716 ألف معلم ومعلمة، أتساءل كم عدد الموجهين والموجهات الصحيين الذين لديهم خبرة في الإسعافات الأولية والدورات التي تؤهلهم لهذا العمل الإنساني، أم هم وهِنّ إداريون وإداريات تم تكليفهم. الصحة المدرسية هي مجموعة المفاهيم والمبادئ والأنظمة والخدمات التي تقدم لتعزيز صحة الطلاب في السن المدرسية، وتعزيز صحة المجتمع من خلال المدارس، ولها أهمية كبري في خدمة المجتمع وخاصة الطلاب ورفع الوعي الصحي لديهم والاكتشاف المبكر والعلاج الفوري للعديد من الأمراض. إن دور الموجه والموجهة مهم في اكتشاف وملاحظة الحالات التي تؤثر على التحصيل العلمي عند الطالب والطالبة مثل ضعف الإبصار، السمع وصعوبة النطق وتحويل الحالات التي تحتاج إلى مرجعة الوحدة الصحية المدرسية في الوقت المناسب ورعاية الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة.
إن مهنة التمريض مهنة إنسانية لذا هناك إقبال من أبناء وبنات الوطن للعمل في تخصص التمريض، حيث يعد أحد مخرجات مبادرة برنامج تحول القطاع الصحي الذي أسهم في مضاعفة عدد السعوديين من 40 ألف ممرض وممرضة في 2015م، إلى 80 ألف في 2022م. أتساءل وأوجه السؤال إلى وزارة التعليم، هل الموجه والموجهة الصحية في مدارسنا تلقوا التدريب الكافي في وزارة الصحة وحضروا الدورات التدريبية في كل المجالات الإسعافية أم هم وهنّ إداريون وإداريات كُلِّفوا بهذا العمل الإنساني دون تأهيل؟. أتمنى أكون مخطئًا وتكون الإجابة بنعم تم تأهيلهم وتم اختيار الموجه والموجهة بعناية وهم أكفاء، وبهذا يرتاح الآباء والأمهات وأولياء الأمور. شخصيا أقترح أن يحول الموجه الصحي والموجهة الصحية في مدارسنا تحت مظلة وزارة الصحة لرفع الكفاءة والتخصص والإلمام الكامل بالإسعافات وعملية التواصل مع الجهات المعنية، ومن الممكن تعيين خريجات كليات التمريض المنشرة في مناطق المملكة كافة. وأن تعتذر تنفيذ هذا الاقتراح على وزارة التعليم القيام بحملة تدريبية للإداريين والإداريات للقيام بعمله داخل المدارس.
قررت وزارة التعليم إسناد عمل الموجه الصحي في مدارس التعليم العام بمراحله الثلاث إلى معلم أو موظف محدد ومستمر في المدرسة اعتبارًا من العام الدراسي الجديد. هذا ما تناقله بعص الصحف المحلية، مرة أخرى هل لدى المعلم أو المعلمة خبرات متراكمة تؤهلهما لهذا العمل؟ أتمنى أن يكون كذلك. تعزيز صحة المجتمع المدرسي وتقديم برامج توعوية تتسم بالجودة والإتقان تتم من خلال الموجه الصحي والموجهة الصحية الذي والتي تلم بكل متطلبات العمل الصحي. رسالة موجهة إلى مدير ومديرة المدرسة عند اختيار الموجه الصحي أو الموجهة الصحية، التأكد من إلمامه بالمهام الصحية والنفسية وعليهما تقع المسؤولية وليس على الموظف الإداري أو الإدارية. همسة في أذن الموجه والموجهة الصحية (توفير بيئة صحية مناسبة للمجتمع المدرسي وذلك بالتدريب والدراية والتعليم والعناية).