عبدالعزيز المعيرفي
على الرغم من استحواذ السوق السعودي على الحصة الأعظم في مجال مواد التجزئة والاستهلاكية والغذائية ولكنني أجد أن حضورهم الإعلاني والتسويقي ضعيف وتقليدي للغاية.
لن أتحدث عن أهمية الإعلان وتحديد الفئة المستهدفة فهذه من المفترض أن يستوعبها مسؤولو التسويق في الشركات لما لها من أثر كبير في التعريف بالعلامة التجارية والمنتجات والترويج لها والحفاظ على الحصة السوقية، بل أتحدث عن تجاهل بعض الشركات العالمية صناعة إعلان يتناسب مع السوق السعودي وتحديداً عندما نتحدث عن الشركات في المجالات الاستهلاكية كالمواد الغذائية أو مواد النظافة والتي تستحوذ على حصة سوقية كبيرة في السعودية حيث إنك ستجد مستوى الإبداع في الإعلانات منخفضاً للغاية لدرجة أن معظم الإعلانات هي مستنسخة من الإعلانات الأصلية دون مراعاة لثقافتنا أو اهتماماتنا.
إن لسوقنا السعودي مكانة كبيرة كونه أكبر سوق استهلاكي في منطقة الشرق الأوسط ويستحق من الشركات العالمية والشركات الوطنية التي تحمل علامات تجارية معروفة أن يعطوا الفرصة للشركات التسويقية السعودية لابتكار إعلانات تليق بالمجتمع السعودي وتخاطبه بما يناسبه وأن تكون تلك الإعلانات مواكبة للتحول الكبير الذي نشهده اليوم وخاصة أن العديد من هذه المنتجات يتم تصنيعها داخل المملكة وهناك طموح كبير لتوطين صناعة العديد من منتجات هذه العلامات التجارية داخل المملكة قريباً.
إن الإعلان يجب أن يخاطب الثقافة السعودية ويتحدث مع المجتمع بلغة سهلة تناسبه، إنني أستغرب من شركات كبيرة لاتزال مستمرة في دفع الملايين لترويج إعلان لم يكلفهم إنتاجه سوى قيمة الدبلجة أو استنساخ إعلان لمسحوق غسيل تقليدي يُظهر الملابس قبل وبعد استخدامه في الغسيل.
لقد شهدت الإعلانات ومستوى مخاطبتها للجماهير مؤخراً نضوجاً كبيراً في السعودية أصبحنا نرى إبداعاً يفوق تصورنا وخاصة مع مناسبات اليوم الوطني وهذا يدل على أن لدينا الكثير لنقدمه وأعتقد أنها فرصة اليوم لهذه الشركات التقليدية لتصحيح مشهدها الإعلاني وتحسين مستواه إضافة إلى زيادة تفاعل العلامات التجارية مع عملائها بشكل أعلى في حساباتها على التواصل الاجتماعي.