عثمان بن حمد أباالخيل
الفجوات بين الناس كثيرة ومتعددة ومتشعبة منها فجوات اقتصادية واجتماعية وإنسانية والكثير، ومنها ما هو بعيد كل البعد عن ديننا الإسلامي. والفجوة التي أقصدها هي الفجوة بين جيلين من الناس، الجيل هو البعد الزمني أو الفارق وهو ثلاث وثلاثون سنة. لكل جيل اهتماماته واحتياجاته وتقنيته التي يستخدمها في تصريف حياته. جيل سابق... يتمثل في آبائنا وجدودنا وجيل حالي يمثل أبناءنا وأحفادنا، أليست الفجوة كبيرة في التصرفات والمعرفة والحكمة ورغد الحياة والاحترام والتقدير والمحبة والانسجام والمودة والعلم والتعليم والتواضع. مساحة الفجوة كبيرة، الفجوة العمرية لا يمكن أن تلتقي أو تتشابه وتضيق مساحة الالتقاء الفكري والثقافي وحتى اللغوي. العادات والتقاليد الأصلية أصبحت تراثا وليست منهج حياة وسلوك. مع ولست ضد جيل التقنية الحديثة بكل وسائلها، والقنوات الفضائية بكل اختلافاتها وميولها لكني مع الاختبار الصحيح المبني على القناعة والتربية الإسلامية والبعد عن التقليد الأعمى الذي أعمى بصرا وبصيرة شريحة من شباب وشابات المجتمع. وفي المقابل الفجوة تصغر بين الجيلين حين تمس القيم الإسلامية والعادات الاجتماعية الصحيحة فلا بد للجيل الحالي أن يتحلى بكل ما يرفع سمعة الإسلام.
الفجوة بين الجيلين في حب الوطن مغلقة وبالأصح ليس هناك فجوة، حب الوطن لا يفرق بين الأجيال على طول المدى، حب الوطن غريزة في الإنسان تخالط دمه وينبض بها وجدانه، حب الوطن يمد جسور المحبة والمودة مع أبناء الوطن في أي مكان منه لإيجاد جو من التآلف والتآخي والتآزر بين مناطق مملكتنا الحبيبية حماها الله. حب الوطن أفعال وليس أقوالا، حب الوطن يجب أن يترجم إلى أفعال وإلى أقوال، فالوطن يستدعي منا جميعا أن نعبر عن هذا الحب. الفجوة تصغر وتزداد اتساعا حسب التقارب بين الجيلين بين الآباء والأبناء فهناك كثير من الآباء يقللون من هذا الدفء الأسري، المشكلات تزداد والفرقة تأخذ حيزا والثقة تهتز وعلى الآباء الذين لا يعرفون استخدام وسائل العصر الحديثة أن يتفهموا موقف أبنائهم والاختلاط بهم ومحاولة التعرف والتعلم. ليس هناك أدق من العلاقة الأبوية والصدر الرحب والإنصات والمشاركة والمعايشة البدنية والوجدانية مع هؤلاء الأبناء. الفجوات بين الأجيال سوف تستمر بين هذا الجيل والجيل المقبل فالحياة تتغير والإنسان هو عنصر التغير، وفجوة التكنولوجيا بين الآباء والأبناء قد تؤدي إلى العزلة وانقطاع العلاقة الأسرية، في دراسة أجرتها منظمة أنقذوا الأطفال العالمية تبين أن تكنولوجيا الاتصال الحديثة أوجدت جيلا من الأطفال يعاني من الوحدة وعدم القدرة على تكوين صداقات.
إن ردم الفجوة بين جيلي الآباء والأبناء بالحوار البناء هو السبيل الوحيد، أما الأبواب المغلقة والغرف المنعزلة لن تردم الفجوة، والاختلاف بين الأجيال طبيعيا وصحيا جدا، فلولاه لما تغير المجتمع ولما تقدم.: النجاح معلم شيء، فهو يغري الأذكياء بالتفكير أنه من المستحيل أن يخسروا.
«بيل غيتس. همسة في آذان الآباء اجلسوا تقربوا مازحوا أولادهم واسمعوا منهم ولا تتركوهم كل الوقت مع التكنولوجيا. وردم الفجوة ليس مستحيلا المستحيل ألا تعلموا ماذا يدور وماذا يحدث.