العقيد م. محمد بن فراج الشهري
منذ بداية عهد الملك سلمان -حفظه الله- وحتى يومنا هذا تم إنجاز مشاريع لم تكن من ضمن أحلامنا، بل تفوقت على كل الأحلام ثم صارت حقائق تروى للأجيال القادمة.. مشاريع عملاقة قامت في أنحاء المملكة شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً بميزانيات وتكاليف تبني دول، ورغم ما تم اعتماده وبناؤه في السنوات الثلاثين الماضية إلا أن ما يتم الآن هو معجزة حقيقية تبنتها حكومة جلالة الملك وولي عهده، وتم تنفيذ العديد منها والباقي يجري تنفيذه، وهو امتداد واستكمال ووصول لرؤية المملكة 2030م، بل للرؤية الثاقبة لحكام هذا البلد الذين وضعوا نصب أعينهم خدمة الحرمين الشريفين، وكل من يعيش على أرض المملكة.. مشاريع تم التخطيط لها بعناية فائقة بعيداً عن العشوائية، والارتجال، وتضييع الوقت.. مشاريع يصعب استعراضها وشرحها وما يتعلق بها من أمور في مقالة كهذه، لكن المهم والأهم أن المملكة العربية السعودية أصبحت تتبوأ مكانة مرموقة بين أعلى اقتصاديات الشرق الأوسط قاطبة، نظراً لما تتمتع به من ثروات نفطية هائلة تؤهلها لتكون البلد الأكثر إنتاجاًً للنفط عبر منظمة أوابك العالمية. علاوة على ذلك أصبحت المملكة محط أنظار فئة واسعة من المستثمرين، وأصحاب الريادة حول العالم، بعد انطلاق مشاريع التحديث، والإنشاءات الضخمة في المملكة، في أعقاب رؤية 2030، ولذلك فالمملكة تشهد حزمة تغييرات بوتيرة متسارعة، فبمجرد انطلاق لبعض مشاريع التحديث لاسيما تلك المعنية بتنشيط السياحة، أصبحت المملكة محط أنظار الكثيرين حول العالم. حتى إن بعض مشاريع المملكة هذه من شأنه رسم ملامح مستقبل المملكة، والخطى بخطوات حثيثة في تقليل الاعتمادية الكبرى على البترول ومشتقاته كمصدر رئيسي، ومن هذه المشاريع العملاقة مشروع (القديّة) الترفيهي على مساحة شاسعة تبلغ 334 كيلومتراً مربعاً في الرياض العاصمة لتصل التكلفة إلى حوالي 8 مليارات دولار منذ البدء فيه في عام 2019م، ثم المشروع الآخر مشروع (نيوم) تم الإعلان عن المشروع لأول مرّة عام 2017م من قبل ولي العهد ضمن إطار الرؤية وخططها التنموية والتحديثية بعيدة المدى، إذ تصبو هذه الخطة لأن تجعل المدينة مركزاً تقنياً بتكلفة ضخمة تقدَّر بإجمالي مبلغ (500) مليار دولار، ويعتبر مشروع (نيوم) رمَّانة مشاريع المملكة الكبرى، ونواة لإستراتيجية ما بعد النفط.. والمشروع الآخر هو مشروع (البحر الأحمر للتطوير) وعندما نتطرق للمشاريع العملاقة يبرزمشروع البحر الأحمر للتطوير، يقع المشروع بين مدينتي أملج والوجه على سواحل البحر الأحمر، تم تدشين المشروع على مساحة تقدَّر بحوالي 30 ألف كيلومتر مربع، وكذلك من ضمن المشاريع التطورية (مشروع جبل عمر) ويتوقّع أن يكون هذا المشروع في مكة أحد أكبر مشاريع الإنشاءات في منطقة تبلغ مساحتها 40 ألف هكتار وبتكلفة 4.4 مليار دولار، يجمع المشروع بين الأبراج الفندقية، والبنايات السكنية الشاهقة.. ومن المشاريع المهمة والعملاقة أيضاً (مترو الرياض ومترو جدة) وقدِّر للمشروع أن يكون أكبر مشاريع التنقّل الحضرية في العالم بستة خطوط تغطي مساحة قدرها 167 ألف كيلومتر مربع و85 محطة قطار مترو في المدينة، والعديد العديد من المشاريع العملاقة التي لا يمكن ذكرها كلها وتغطيتها، وضمن الأحداث الرياضية العالمية التي استحوذت المملكة عليها وستقام على أراضي المملكة كأس العالم للأندية عام 2023م، وكأس العالم لقفز الحواجز 2024م، ودورة الألعاب الآسيوية للصالات 2025م، وكأس التحدي الآسيوي 2026م، وكأس أمم آسيا 2027م، والألعاب الأولمبية الشتوية 2029م، كذلك الألعاب الآسيوية لعام 2024م، وكأس العالم في عام 2034م، ثم تتوجت كل هذه المشاريع والأحداث الدولية التي ستقام على أراضي المملكة بحدث أكبر أيضاً وهو استضافة المملكة العربية السعودية للمعرض الدولي (إكسبو) الرياض عام 2030م (Riyadh Expo 2030))، وهذا المعرض الدولي والعالمي هو معرض ضخم يتم تنظيمه كل خمس سنوات في إحدى مدن العالم منذ القرن التاسع عشر، والمشاركون في هذا المعرض هم أساساً الدول، والحكومات، ثم الجمعيات، والشركات العالمية، والمؤسسات، والهيئات الكبرى، أما من حيث التنظيم فتسمى المعارض الدولية بالمعارض الدولية المسجلة، حيث لديهم سمة وطابع عالمي، ذو مصلحة واهتمام، وأهمية دولية للبشرية جمعاء منذ عام 1995م، يتم تنظيم هذه المعارض في الغالب كل خمس سنوات، والمدة القصوى للمعرض هي ستة أشهر، والأجنحة عادة ما يتم إنشاؤها عبر المشتركين أنفسهم سواء كانوا دول وحكومات أو جهات أخرى، ولم يأت نجاح المملكة لاستضافة هذا المعرض من باب الصدفة، بل جاء لمكانة المملكة عالمياً، والتي أخذت مقعدها مع الكبار، بل وتفوَّقت في كثير من الأمور العالمية التي جعلها محط أنظار كافة دول العالم وشعوبه، ولا شك أن وراء هذا التطور وهذا الشموخ وهذه الريادة عقولاً تفكر ثم تعمل بصمت ودون تضييع الوقت، وهي بذلكتقدم لنا مثالاً جديداً للريادة آخرها كسبها لمعرض (إكسبوا) العالمي، ولن يكون الأول ولا الأخير، لذلك نسأل الله أن يديم على هذه المملكة كل خير وأن يجعلها قدوة لكل دول العالم في كل عمل مثمر وبناء وأن يحفظ عليها أمنها, واستقرارها, في ظل ملك عادل وولي عهد حازم.. ودام مجدك وعزك وفخرك يا وطني..