د. حامد بن مالح الشمري
أمريكا وحلفاؤها الغربيون والمتصهينون في الإيديولوجيا والفكر والانتماء المنحازون للكيان الصهيوني مستمرون في دعمهم وإظهار وحدتهم للدولة الصهيونية لأهداف تاريخية وعسكرية واقتصادية، وعلى مدى عشرات السنين يصفون المقاومة الفلسطينية بالأعمال الإرهابية ضد ما تقوم به قوات الاحتلال من التوسع في بناء المستوطنات على أراضيهم وقتل وتهجير واضطهاد. رغم الاختلافات بين الأحزاب السياسية في أمريكا وأوروبا، إلا أن هناك اتفاقاً وتحالفاً تاماً بين الأحزاب السياسية في هذه الدول على مساعدة ودعم وتمكين الصهاينة من التوسع في الاستيطان وتدمير قطاع غزة وسكانها وإعطاء الضوء الأخضر لجيش الاحتلال في إبادة وتهجير الشعب الفلسطيني. إن الإرهاب الحقيقي هو ما يفعله الصهاينة من قتل آلاف الأطفال والنساء وارتكاب أبشع جرائم الحروب البربرية بموافقة ودعم عسكري ولوجستي وتمويل وآليات عسكرية وتعتيم وتحيز إعلامي صهيو- صليبي. إن القتل والتدمير الشامل على غزة واحتلال وتقسيم الأراضي الفلسطينية إلى قطاعات صغيرة مكتظة بالسكان، واخضاعهم لإجراءات تعسفية حيث يتنقلون ويعملون بتصاريح للسيطرة على سكانها، كل ذلك تجاوز تاريخ الفصل العنصري البغيض وسياسة الأرض المحروقة وانتهاكات حقوق الإنسان، وهذا من استراتيجية الصهيو- صليبي القائمة على شيطنة الإسلام وزرع بذور الفرقة والهيمنة والاستحواذ والصاق الإرهاب بالإسلام والمسلمين. إن ما تقوم به أمريكا وحلفاؤها من إرسال بوارجها وعتادها وحاملة طائراتها لإسرائيل، إضافة إلى انتهاك القرارات والأفعال المشينة بحق الشعب الفلسطيني يعد وصمة عار في جبين أمريكا وحلفائها الغربيين لمناصرة أقلية صهيونية زرعت في الأراضي الفلسطينية، وتعاهدت الإمبريالية الصليبية اليهودية على نموها وتمددها غير مشروع على وطن يملكه الفلسطينيون.
أمريكا وحلفاؤها نجحوا في إخفاء وطمس الحقائق على شعوبهم، وبدعم ممنهج من إعلامهم المضلل المنحاز مما جعل الأغلبية منهم لا يعرفون شيئا ويصدقون أكاذيبهم وإرجافاهم، حيث كرس إعلامهم في عقل المواطن الغربي الإرهاب وربطه بالإسلام، وأنه لا يوجد أي حقوق للفلسطينيين وأنهم مجموعة إرهابية، وأنه يجب سحقهم وإبادتهم أطفالاً وشباباً ونساءً، كما فعل هذا الإعلام العنصري مع مذبحة سربرنيتسا المسلمة في البوسنة، التي شهدت أبشع جرائم التطهير العرقي وغير ذلك في كثير من قارات العالم. ومن المؤسف أن الهيئات والمنظمات الدولية لا تفرق بين الضحية والجلاد خصوصاً إذا كان العرب والمسلمون طرفاً في القضية.
وسائل التواصل الاجتماعي أسهمت وبشكل كبير في فضح جرائم وإرهاب الصهاينة وما يمارسه الإعلام الغربي من تضليل وتدليس وبدعم من اللوبيات اليهودية الصليبية ضد الشعب الفلسطيني، وقد حظيت الحرب الشرسة على غزة بتضامن كبير على مواقع التواصل العالمي. الكثير من التنظيمات المتطرفة والعدائية ومنها المافيا الدولية والموساد الصهيوني لها نشاطات إجرامية كبيرة هي في دول غير مسلمة تدار من قبل قوى خارجية أو دول معادية وفق أجندة لقضايا سياسية أو مذهبية في ظاهرها وباطنها التوسع والنفوذ وإشعال الفتنة والهيمنة وزرع بذور القلاقل؛ كما تفعله الدول الليبرو-صليبية ، وبدعم من لوبيات يهودية في مواقع مهمة مثل البرلمانات والأحزاب والنخب السياسية والجامعات ومراكز الإعلام والبحوث في دول ذات نفوذ سياسي واقتصادي في أوروبا وأمريكا لمصلحة تلك المنظمات الموالية لحكومات معادية ويأتي في مقدمتها الكيان الصهيوني المحتل.
إن معظم مرتكبي جرائم العنف والإرهاب البشعة التي وقعت في أنحاء من العالم هم من غير المسلمين، ومع ذلك لا يتعاطى الإعلام الغربي مع هذه الجرائم إلا بمساحة ضيقة وبتبرير يقلل من شأنها ومرتكبها وفي نفس الوقت لا يعمل الإعلام العربي والخليجي على التحدث والكتابة الموضوعية عن تلك الجرائم الإرهابية ومن يقف خلفها وتفنيدها وفضحها وإظهار الحقائق.
أمريكا وحلفاؤها الغربيون يعملون على سن القوانين التي تمنحهم الهيمنة على الدول عسكرياً وقضائياً وسيادياً وهذا يكشف بوضوح ازدواجية المعايير السياسية والقانونية لديهم إضافة إلى تكريس العداء والكراهية والظلم والعنصرية ضد الدول الإسلامية وفي مقدمتها ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من إبادة وتدمير وانتهاك صارخ لكل المعاهدات والمواثيق وحقوق الإنسان، إضافة إلى ما تتعرض له الكثير من الدول الإفريقية والآسيوية من خلال القرارات التي تتعارض مع القوانين والمعاهدات الدولية وتحقق لأمريكا وحلفائها هيمنتها وابتزازها. دول الصهيو- صليبي هم من قتلوا آلاف البشر واعتقال آلاف الأبرياء والمدافعين عن بلادهم من الاحتلال والاستيطان وتعذيبهم، بل إن الملاجئ المكتظة بآلاف الشيوخ والنساء والأطفال تم قصفها بصواريخ كروز وقتل كل من فيها، وهم من يحتضنون ويدربون ويمولون وينفذون عمليات يسمونها القضاء على الإرهاب والإرهابيين مثل صناعة الأفلام والسينما في هوليوود.