سلمان بن أحمد العيد
يعد إعلان المكتب الدولي للمعارض في باريس بأن العاصمة السعودية ستستضيف معرض «إكسبو 2030» إنجازًا تاريخيًا جديدًا يُضاف إلى سجل الإنجازات المتزايدة للمملكة العربية السعودية. هذا الإعلان ليس مجرد شهادة على النجاح الدبلوماسي، ولكنه يشير أيضًا إلى الثقة الدولية في القدرات التنظيمية والبنية التحتية الكبيرة للمملكة العربية السعودية.
فقد قام وفد حكومة المملكة العربية السعودية بتقديم ملف ترشيح متميز جدًا، حاز على 119 صوتًا من أصل 165 صوتًا، متفوقًا بشكل ساحق على منافسيه الأقرب، بوسان الكورية الجنوبية والعاصمة الإيطالية روما. يشير هذا الفوز إلى الثقة العالمية في القدرة التنظيمية بالمملكة لحدث عالمي استثنائي بمثل هذا الحجم والأهمية.
وصرَّح صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء، بأن المملكة ستقدم نسخة استثنائية من معرض إكسبو 2030، وسوف تسخّر التقنية لمواجهة التحديات العالمية واستشراف مستقبل أفضل للإنسانية. ستكون هذه فرصة لتعزيز الحوار الدولي حول القضايا المهمة مثل التنمية المستدامة والعمل المناخي وتطوير التقنيات الحديثة.
معرض إكسبو، الذي يستمر لمدة 6 أشهر، هو معرض دولي يقام كل خمس سنوات في بلدان مختلفة حول العالم. يعتبر الحدث من بين الثلاثة الأكبر على مستوى العالم، مثل بطولة كأس العالم لكرة القدم والألعاب الأولمبية، من حيث الأهمية الاقتصادية.
من المتوقع أن يجذب إكسبو 2030 في الرياض ملايين الزوار من جميع أنحاء العالم، وسيكون لهم الفرصة للتعرف على الثقافة والتراث السعودي وعلى الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية الكاملة التي تشهدها البلاد، سيكون هناك فرص استثمارية واعدة تتماشى مع رؤية المملكة 2030.
سيسهم المعرض أيضًا في تعزيز البرامج الاقتصادية والاجتماعية الكبرى التي تقودها المملكة، بدءًا من التحول الاقتصادي ووصولاً إلى تحسين كل المجالات. وسيكون هذا الحدث فرصة كبيرة للمملكة لتعزيز صورتها الدولية وتحقيق تقدم أكبر في تحقيق أهدافها الطموحة وتنويع مصادر الاقتصاد، ذلك وبموجب رؤية السعودية 2030.
ومع ذلك، ينبغي لنا أن نتذكر أن الفرصة التي تقدمها إكسبو 2030 ليست فقط لإعلان نجاح رؤية 2030 ولكنها أيضًا فرصة جديدة لإنجاح مشروعات المتعلقة بالتنمية المستدامة والتحول الاقتصادي والتكنولوجيا. ما يعني أهمية الاستفادة القصوى من الفرص الاقتصادية والثقافية في مجالات التعليم والبحث والتطوير، وتطوير البنى التحتية، وتعزيز الشراكات الدولية.
ستكون الاستضافة الناجحة لإكسبو 2030 نقطة تميز في تاريخ المملكة العربية السعودية، فالمملكة قادرة على القيادة في المشهد الدولي وليس الإقليمي فحسب. ومع ذلك، فإن النجاح الحقيقي سيكون في القدرة على استخدام هذا الحدث كمنصة لاستمرار تحقيق التقدم الاجتماعي والاقتصادي.
نحن على ثقة بأن المملكة العربية السعودية ستذهل العالم بتنظيمها لهذا الحدث العالمي، تشهد الجودة العالية والإبداع الذي تتميز به في الاستعدادات. بالنظر إلى الأهمية العالمية لهذا المعرض، فإن الرياض ستقدم نسخة استثنائية من هذه المعرض الاستثنائي يجمع بين الثقافة السعودية الأصيلة والرؤى المستقبلية العالمية.
تتوقع دول العالم أن يكون إكسبو 2030 بالسعودية معرضًا يتجاوز الأهداف الاقتصادية فحسب، ولكن يعكس التقدم الذي تحققه المملكة، ودورها الإقليمي والعالمي في إنجاح ابتكارات ومشروعات التنمية المستدامة والتحول الاقتصادي والتكنولوجيا.