سليمان الجعيلان
استطاع لاعبو الهلال بهمة الرجال وإرادة الأبطال وبقيادة مدرب الهلال الضرغام جورجي جيسوس أن يتجاوزوا ويتخطوا أسبوع المعاناة في تعدد التنقلات وضغط المباريات وتداخل المسابقات وأن ينتزعوا الصدارة في الاستحقاق الآسيوي ويوسعوا الفارق النقطي في الدوري السعودي بعد فوزي الهلال على الحزم والنصر، وانتصار الهلال على فريق نافباخور الأوزبكي على الأراضي الأوزبكية في ظرف أسبوع واحد وفي حدث لا يمكن أن يفعله إلا فريق واحد وهو الهلال الذي نجح مدربه الداهية جيسوس في إدارة ذلك الضغط الكبير، وفي التحكم بتلك الظروف الصعبة التي لو واجهت فريقاً آخر ومدرباً ثانياً لوجدوها فرصة لتبرير خسائرهم وإخفاقاتهم كما فعل بالضبط بعض النصراويين بعد خسارة فريقهم من أمام الاتفاق في الجولة الأولى من دوري روشن في هذا الموسم، بحجة إرهاق لاعبيهم بعد مشاركتهم في المباراة النهائية في البطولة العربية الودية.
وما حدث هو ترجمة فعلية لمعنى السنة الضوئية والفوارق الكبيرة بين الهلال والنصر على كافة الأصعدة سواءً الإدارية أو الفنية والذي يخلصه ما تحدث به مدربا الهلال والنصر في المؤتمر الصحفي بعد مباراة الفريقين يوم الجمعة الماضية وعقب الثلاثية الهلالية المستحقة عندما تحدث الأول وأعني هنا السيد جيسوس، بأنه سعيد بالانتصار ولكن لم نحقق شيئاً حتى الآن، هي مجرد ثلاث نقاط لا أكثر بينما مدرب النصر لويس كاسترو ظهر مرتبكاً ومتناقضاً في البداية هاجم التحكيم، وفي النهاية قال لم نخسر بسبب أخطاء الحكم ليس هذا فحسب بل وبارك للهلال ولمدربه جيسوس فوزه المستحق في تصرف يعكس أن بعض المدربين مهما كانت إمكانياتهم التدريبية عالية إلا أنهم قد يتأثرون بالبيئة المحيطة بهم في تلقي وتشرب ثقافة المظلومية ونظرية المؤامرة.
وعلى كل حال من الممكن أن تكسب دائماً في المكاتب ولكن من الصعب أن تنتصر كثيراً في الملاعب كما يفعل الهلال ومن السهل جداً أن تنال الألقاب عبر الإعلام ولكن من الصعب أيضاً أن تثبتها وتؤكدها بلغة الأرقام كما يفعل الهلال، ومن المحتمل أن تنتصر بالصفقات ولكن محال أن تتفوق بالانتصارات كما يفعل الهلال، ومن الممكن أن تكسب القضايا وتعيش دور الأبطال ولكن من الصعب أن تشعر بثقة الكبار وتنتصر في الميدان كما يفعل الهلال والسبب ببساطة لأنك لست الهلال وهذه الرسالة التي يجب أن يفهمها ويعيها من يريد أن يفرض أن فريق النصر هو الغريم التقليدي للهلال بينما الواقع يقول بأن النصر كان ومازال هو المنافس الجغرافي للهلال مثله مثل ناديَيْ الشباب والرياض اللذين يحسب لهما أنهما لا يقتاتان على هذا القرب الجغرافي والتنافس التاريخي الذي جمعهما مع الهلال كما يفعل غيرهما بهدف الاستمرار في المشهد الرياضي والحضور الإعلامي..
نقاط سريعة
** كاد حكم مباراة الهلال والنصر الكولومبي ويلمار رولدان وزميله في غرفة تقنية الفار أن يفسدوا المباراة بأخطائهم التحكيمية الكوارثية بداية من تجاهل ضربة جزاء صريحة وواضحة للاعب للهلال ميشيل في الشوط الأول وانتهاءً بطرد لاعب الهلال علي البليهي لأنه فقط احتفل بهدف فريقه الثالث.
** بالمناسبة هذه الحالة أعادتنا لحادثة سابقة عندما طرد الحكم السابق خليل جلال لاعب الهلال عبدالعزيز الدوسري بتأثير من لاعب النصر حسين عبدالغني بعد أن سجل عبدالعزيز الدوسري هدف الفوز للهلال في مرمى النصر.
** معلومة رياضية: بات رونالدو ورجل المباريات الودية أمام الهلال فقد تقابل فريقا الهلال والنصر بوجود اللاعب البرتغالي كريستيانو رونالدو في ثلاث مباريات اثنتين رسميتين وواحدة ودية فاز الهلال في المباريات الرسمية وفاز النصر في المباراة الودية.
** عبارة هاتوا الهلالي توقعوا أنها نعمة فأصبحت لعنة تلاحقهم كل ما تحمسوا وتهوروا ورددوها.