سهوب بغدادي
«وانتصر الحب»، جملة تتردد على مسامعنا وعلى مواقع التواصل الاجتماعي في حالات محددة، على الأغلب عند الزواج عن حب، باعتبار أن الزواج التقليدي كان الطريقة الأكثر شيوعًا خلال الحقب الزمنية الماضية، إلا أن التغيرات الاجتماعية التي شهدناها مؤخرًا، على أصعدة عديدة ونطاقات واسعة تشمل العادات والتقاليد والتعليم والعمل وما إلى ذلك، فأضحت هناك آليات أخرى للزواج، ومنها الزواج عن معرفة مسبقة أو ما يُسمى «عن حب» أو حديثًا «الزواج الإلكتروني» عبر التطبيقات المخصصة لهذا الغرض، ولا ألقي الضوء هنا على طريقة الزواج، بل هي محاولة لفهم سيكولوجية الانتصار عند الزواج بمن تحب، في حقيقة الأمر، أن العبارة تتردد وارتبطت بالزواج عن حب، بسبب فرض العادات والتقاليد والمجتمع اللصيق على الفرد الزواج بطريقة وأسلوب وشخص معين، وجرت العادة على ذلك لفترات طويلة، وفي حالات عديدة سمعنا عن المآسي وحالات الطلاق المرتبطة بالزواج التقليدي، لذا تسببت تلك الإشكاليات في خلق صورة نمطية ومسبقة عن ماهية الزواج التقليدي، ففي حال خالف الشخص ذاك القالب فهو بالتالي انتصر، فالانتصار على العادات والقالب الموحّد، أيضًا يأتي الانتصار في حرية الاختيار بحد ذاته، ولكن ما نراه من حالات طلاق بعد الانتصار في الحب ليس بالأمر الهين، برأيي أن الحب يبدأ لحظة الزواج بمن تختار، وينتصر الحب عندما يستمر ويزدهر وسط معارك الحياة التي تلقي ظلالها على أسرتك.
إن الغاية من الحب ليس الوصول للزواج فحسب، فلا يركن ولا يهدأ بال المحب عند نيله المراد، وكأنه رهان تم كسبه، بل إن أسمى غايات الحب تكمن في تتويجه بالاستمرارية والنمو.