علي الخزيم
- لم يكن من عادة الجهات الرسمية السعودية إعلان حجم المساعدات والغوث والمساندة لمن يحتاجها إثر الأزمات والكوارث، فعملها دؤوب صامت عقلاني، غير أن حالات من الجحود ونكران الجميل واختلاق الأكاذيب المُزورة للنيل من المملكة وقيادتها وشعبها؛ والتقليل من شأن أعمالها الخيرية، هو ما دفع لتضمين بعض الأخبار والتقارير الصحفية أرقام الدعم والعون الخارجي، لإيضاح وتنقية الصورة أمام المُتلقي لا سيما الباحث عن الحقيقة، ومن ينظر للأمور بعقلانية وإنصاف.
- أفعال الرجال العظام لا يراها إلَّا من يتمتع بعينين مبصرتين وقلب يَعِي وعقل يتفكَّر جيداً، أما من غلَّف قلبه الحسد وأعشى عينيه الحقد وأحاط عقله ميل الهوى والتَّبعية المخادعة فإنه لا يُدرك كل معاني الجود والإغاثة، بل بالتأكيد سيفتقدها من قاموسه على تلك الصفة التي يتحكم بها المِقْوَد على رقبته، ولا يمكن حصر الجهود السعودية تجاه الأشقاء مع الأحداث الأخيرة بهذا الحيِّز؛ ومن يختزلها بسطور فهو لم يُوف الكرام حقهم، مع الإشادة هنا بجهود الدول كافة.
- ومع مُجمل الأعمال الخيرية والإغاثية السعودية؛ إلَّا أن سفهاء الفضاء الإلكتروني المأجورين لا يكلّون ولا يملّون من تأجيج الحملات الإعلامية الحاقدة المغرضة خدمة لمقاصد الأعداء الهادفة لإيذاء العرب والمسلمين، ولأنَّ النَّيل من المملكة مَوئِل أفئدة المسلمين يُكرّس مقاصدهم الشريرة؛ فقد طالها النصيب الأكبر من نيران حقدهم، لا سيما مع توالي الإنجازات المتعاقبة خلال الفترة الوجيزة الماضية.
- إذا استيقنا بأن بلادنا مُستهدفة وبتركيز أكثر من غيرها من بلاد العرب والمسلمين بإطار المخطط العدواني المُستتر بَعِيد المدى لتدمير المنطقة بحجج ومشروعات مُغلَّفة بعناوين خادعة توحي للبسطاء والغافلين بأنها تحمل الخير والسلام؛ وهي بحقيقتها الخراب والدمار وإعادة المنطقة للصفوف الخلفية بمقاييس التحضر والتقدم: فأين نجد الأعذار إن نحن تخاذلنا عن التصدي للمُغرضين والدفاع عن أوطاننا ما أمكننا ذلك.
- أَعِد لذاكرتك مضامين الأخبار التي تحدثت عن مُجمَل المعونات والمساعدات الأخيرة للأشقاء في غَزَّة وبعض تفاصيل هذه المعونات من حيث وسائل الشحن وآلاف الأطنان وأنواع وصنوف المواد المقدمة بلا مِنَّة وكواجب على الأخ لأخيه وأهله كما هي عادة (مملكة الإنسانية والعزم والحزم)؛ جهزت المملكة أكبر أسطول إغاثة بحري بتاريخ العرب والمسلمين وبفترة قصيرة بل وقياسية نصرة للأهل هناك؛ فما كان رد الغوغائيين؟!
- فالتَّقليل من شأن هذه المعونات الضَّخمة نادرة الحدوث على مستوى العالم؛ أُملِيَ على أبواق الغوغاء الضَّالة جُمل مُعدَّة ومنسقة بين أطراف البَغي والكراهية لترديدها عبر وسائل التواصل وبعض الفضائيات المُتخَادمة؛ كزعم بعضهم بأن هذه المعونات تندرج ضمن حقوق الفقير على الغني وليست معونات إنسانية، فهذا تجاوز وتحريف للتوجيه الرباني والقواعد الشرعية -والعياذ بالله سبحانه، ثم لماذا يكون هذا التخريج مُوجّهاً للسعودية دون غيرها، وبالمقابل فهم يُنافحون بكل صفاقة عن دول يَعرف الجميع بأنها لم تُقدِّم لهم ولو علبة دواء مُسِّكن!
- أحياناً يَحق لبعض أفراد القافلة السائرة على الطريق المستقيم الانعطاف عنها قليلاً نحو تلك الكلاب الضَّالة النَّابِحة المزعجة وإسكاتها بما تَفهَمُه ويليق بها.