عثمان أبوبكر مالي
كما كان متوقعاً حصدت الفرق السعودية الثلاث (المرشحة) بطاقات التأهل إلى الدور الثاني من بطولة (دوري أبطال آسيا) وهي تتصدر مجموعاتها بجدارة واستحقاق، الأمر الذي سيجنبها من حصول مواجهة (سعودية سعودية) حيث ستوضع الفرق الثلاث في المستوى الأول وفقاً (للمعيار) الذي سيطبق في (القرعة الموجهة) والتي لا يسمح فيها بمواجهة فريقين من مجموعة واحدة، وإن كانت هناك (احتمالية) أن يلاقي فريق الفيحاء فريقاً سعودياً (إذا تأهل) بعد نتيجة مباراته أمس، والأمر يبدو صعباً وحظوظه ضعيفة، إلا إذا خدمته نتائج الفرق الأخرى في المجموعات وهو ما نتمناه.
في المرحلة القادمة ستستمر الفرق السعودية مرشحة وبقوة لتجاوزها، والذهاب بعيداً، بل إن حظوظها ستزداد حتماً، إذا قُدر وسُمح لها بأن تستفيد من فترة (التسجيل الشتوية) التي ستأتي في مستهل شهر يناير القادم، في حين أن مباريات المرحلة الثانية من البطولة ستقام في شهر فبراير القادم، وهذا يعني أن المجال (مفتوح) للفرق السعودية الثلاث (لترميم) صفوفها وتقوية خطوطها باستقطابات إضافية لدعم حظوظها، والذهاب بعيداً في البطولة، بل البحث عن تحقيقها، واستعادة اللقب الذي فرّط فيه فريق الهلال الموسم الماضي، وقد كان المرشح الأقوى لتحقيقه.
في هذا الاتجاه سيكون فريق الاتحاد أكثر الفرق حاجة (للترميم) في صفوفه، وتعويضه عن ما تعرض له خلال الاستقطاب في (الفترة الصيفية) حيث تم الاكتفاء بدعمه بخمسة لاعبين أجانب (فقط) رغم أنه الأكثر حاجة واحتياجاً من بين الفرق جميعها لاعتبارات المشاركة في البطولة، وأكثر منها أهمية المشاركة في بطولة كأس العالم للأندية التي تنطلق يوم الثلاثاء القادم، في ضيافته في جدة.
وبمناسبة الحديث عن بطولة كأس العالم التي تقام لأول مرة في المملكة في ضيافة نادٍ سعودي، ليس هناك أي مبررات يمكن قبولها أو وضعها أمام الفريق الاتحادي ولاعبيه في المشاركة، ولا يمكن الحديث عن خروج مبكر (لا سمح الله) من البطولة، أو حتى خذلان مبكر فيها، فالفريق (حتى بوضعه الحالي) مطالب بالأداء والمستوى والنتيجة، فلديه من الأسماء ما تؤهله للتقدم، ولديه من الإمكانيات ما يفرض عليه المقارعة والتفوق، وسيجد من جماهيره (الدعم الكبير) المعتاد في أحلك الأوقات والظروف، فكيف في مثل هذه المناسبة الاستثنائية المميزة؟
وفي كل الأحوال جماهير النادي العريق تعول كثيراً على زملاء (حجازي وبنزيما) وستبقى وتستمر وتواصل دعم الفريق في كل الأحوال والظروف، وتنتظر (استجابة) من اللاعبين جميعاً، برفع وتيرة الأداء والرغبة الذاتية في العطاء والوصول إلى أقصى نقطة ممكن أن تتاح لهم في هذه المشاركة (التاريخية والاستثنائية المميزة) ولن يكون ذلك إلا بالروح والفعل والأداء وإنكار الذات والنتائج التي بإمكانهم تحقيقها دون النظر إلى أي إحباطات أو اعتبارات محيطة مباشرة أو غير مباشرة.
كلام مشفر
- تندروا على (النمور) وجعلوا من موقفهم الوطني الذي سجل لهم تاريخياً، بعد التجاوز الذي حصل في مباراة ذهاب الفريق في (دوري أبطال آسيا) في ملعب (نقش جيهان) جعلوا منه موضع سخرية (وطقطقة) واتهام بالهروب والخذلان.
- قالوا (اتحاد شرده خردة), مقررين أن الفريق اختار عدم المواجهة والهروب عن أداء المباراة، رغم أنه ذهب إلى تلك المباراة، وهو شبه مكتمل، وكان يبحث عن العودة من تلك المباراة، غير أن (الموقف الوطني) كان أكبر وأهم وهو ما سجل له، ولم يتراجعوا عن السخرية، حتى وقرار الاتحاد القاري (المبني على قرارات فيفا) ينصفهم.
- وكعادة النمور (يأكلون بأيديهم) هاهو التاريخ يؤكد أن الفريق الذي له (صولات وجولات) في البطولة، مسجلة بمداد من فخر في (الشرق والغرب) يرغب وقادر على أن يستعيد موقعه ويعيد أمجاده خاصة في ظل الدعم الكبير الذي تجده الرياضة وأندية الوطن جميعها.
- أعجب مما يريد أن يصوره البعض ويجعل قرار الاتحاد السعودي لكرة القدم جعل قائمة اللاعبين غير السعوديين مفتوحة أثناء فترات التسجيل (دون تحديد حدٍّ أعلى) هو دعم خاص لنادي الاتحاد دون غيره وهذا مستحيل، بل العكس تماماً، واضح جداً عند إقراره ما هي الأندية المعنية به، ولم يكن الاتحاد منها (إطلاقاً) فلم يكن متوقعاً ولا مرشحاً لبطولة خارجية، بل لم يكن متوقعاً أنه سيحصل على الرخصة الآسيوية، وليس ذنبه أنه عندما جاءته الفرصة طوعها واستفاد منها (وعلى نياتكم ترزقون).