د.شامان حامد
ما زالت التطورات في غزة والضفة الغربية تحظى باهتمام واسع في التغطيات الإعلامية والاهتمامات السياسية من كافة صُناع القرار في الأزمة من وجهات نظر متعددة.. وقد نسي العالم ضلالات الإعلام الغربي وتأييده ومساندته للحرب الأوكرانية، لتفرض غزة سيطرتها دونما تكشف إسرائيل عن غشاوة عينها و«التعايش السلمي مع الشعب الفلسطيني، كأصحاب أرض أصليين، ” ليكون السابع من أكتوبر2023، وليمة دسمة، ضارة باقتصاد ومجتمع، انهيار مراكز تفكيره العُليا، وسياسة شرطية العالم -أمريكية صهيونية-، وضياع هيبة القانون الدولي وتخاذل الأمم المتحدة ومجلس الأمن، فماذا اليوم؟.
لقد تسارعت الأحداث وتمت اللقاءات ورُفضت القرارات بفضل الفيتو البهلواني، لتأتي الفُرص في القمتين العربية والعربية الإسلامية في الرياض، لتحديد المصالح الغربية الأمريكية مع العرب والمسلمين التي هي على المحك، وهو ما ركز عليه كافة القادة في قمة الرياض العربية الاستثنائية، لتكون قوة مُؤثر لكونها أكثر من ربع عضوية الأمم المتحدة، التي ماتت قوانينها وأخذت ضمائرها نوماً عميقاً أمام صرخات أطفال غزة وأجنة مستشفياتها التي خرجت عن الخدمة، بل وحصارهم لأكثر من ثلاثين مولوداً حديثاً ماتوا جميعاً أمام فئة ضالة، تيقنت أن القوة ليست الحل والكثرة لا تُجدي نصراً، حيثُ اختلت بعض التوازنات جرّاء ما جرى ويجري في غزة، من سياسة خرقاء لا تعرف إلا التدمير، فعلى صناع القرار بالعالم والآلة الأمريكية أن تُعيد ترتيب الأولويات إقليمياً ودولياً، وإلا «ازداد الطين بلة» وفقدوا وجودهم بالمنطقة وحلفائهم فيها، فكلما قُتل المزيد من المدنيين الأبرياء زاد اختلال التوازنات العالمية وفي المنطقة عموماً، وداخل إسرائيل نفسها.
ولا ننسى التجارب التي دمرت بها السياسة الأمريكية العراق، بكل ما كان ذلك يعنيه من سيطرة على النظامين الإقليمي والدولي، بحجة نووي صدام والسير وراء أكاذيب المُخابرات البريطانية الفاشلة، ليكون نتاجها كارثيا، وفي سوريا، وما انتهت عظمة أميركا وانسحابها المخزي من أفغانستان، وسوء إدارتها للحرب الأوكرانية الروسية، وانصياعها للوضع الراهن مما سيفرض عليها شروطاً دولية جديدة في إطار وقوف العالم ضد دعمها للمجازر الإسرائيلية واستخدام الأسلحة المُحرمة دولياً، وتهجير الشعب الفلسطيني لدول الجوار.. لتقع مراكز التفكير العالمية في صدمة من الأحداث تفرض احتجاجات أوروبا والعالم القوية والأكثر من الدول العربية والإسلامية واقعاً جديداً وضرورة حل الدولتين.