أ.د.عثمان بن صالح العامر
انبثاقاً من رؤية المملكة 2030 التي راهنت على العمل التطوعي وجعلته هدفاً رئيساً من أهدافها الاستراتيجية التي تسعى لتحقيقها من خلال النص على مؤشرات خمسة هي:
- الوصول إلى مليون متطوع في عام 2030.
- توفير البيئة المناسبة لتنمية العمل التطوعي وتحفيز أكبر عدد من المتطوعين للاشتراك بها.
- الاهتمام باليوم العالمي للتطوع الذي يوافق 5 ديسمبر، والحرص على إحياء هذه الاحتفالية سنوياً.
- الاهتمام بالمتطوعين، وفتح الآفاق أمامهم بحيث تكون مهامهم أقل جهداً وأكبر تأثيراً.
- التنوّع في الأعمال التطوعية بين العمل الميداني ودعم الجمعيات الثقة والمنصات الإلكترونية الخاصة بها داخل المملكة.
أقول جراء هذا التأكيد من قبل الرؤية على أهمية العمل التطوعي، وتأطيره في مؤشرات محددة تمكن من قياس نتائجه والتعرّف على آثاره بدقة وإتقان، ونتيجة الدعم المادي والمعنوي من لدن مقام قيادتنا الحكيمة المدركة لأهمية تفعيل هذا القطاع التنموي ذي الصبغة الشمولية والصيغة التكاملية مع بقية قطاعات التنمية، وعطفاً على حرص إنسان الوطن - المملكة العربية السعودية - على فعل الخير وتقديم ما في الوسع خدمة للغير، لذلك كله:
- شاعت ثقافة التطوع لدى جميع شرائح المجتمع وفي كل المجالات.
- وتغيّر وجهه الارتجالي الذي كان سائداً من قبل.
- وصارت مفاهيم التنافسية وكفاءة الإنفاق والمراقبة المالية والإدارية والفكرية ومنصات التطوع والإنفاق الخيري حاضرة بشكل جدي وفعَّال، لتصبح جمعيات النفع العام أكثر احترافية وبمهنية وكفاءة عاليتين في ظل مراقبة ومتابعة رسمية دائمة.
- فضلاً عن التخصصية التطوعية الدقيقة التي كانت شبه غائبة من قبل، فإلى جانب الجمعيات الخيرية المعنية بالمساعدات المالية والعينية للفقراء والمساكين ومن في حكمهم تولدت لدينا جمعيات صحية وأخرى اجتماعية وثالثة تثقيفية ورابعة اقتصادية وسياحية ونفسية، وغير ذلك كثير، وهذا ينم عن وعي مجتمع بأهمية هذا القطاع التنموي الثالث جنباً إلى جنب مع القطاع الحكومي والقطاع الخاص. عزَّز ذلك وقوَّاه الاهتمام الكبير الذي يوليه المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي، وتوليه جميع الوزارات والهيئات والمراكز ذات الصلة بالقطاع الثالث، ومن بينها وزارة التعليم التي أكدت وجوب إنهاء الطالب ساعات تطوعية محددة في المجال الإنساني الخيري الذي يرى نفسه فيه تحت إشراف ومتابعة مدرسته بدءاً من العام الدراسي والجامعي المنصرم 1444، الأمر الذي جعلنا نسمع صغارنا وهم يتحدثون عن السعادة التي يشعرون بها وهم يقدمون خدماتهم التطوعية للغير بلا مقابل مادي وإنما دعواتك وثناء تلامس شغاف قلوبهم فتدفعهم لبذل المزيد من أجل نفع الغير في هذا الوطن المبارك المعطاء، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال في الحديث الذي رواه جابر بن عبد الله رضي الله عنه، وأخرجه ابن حبان، وحسَّنه الألباني (خير الناس أنفعهم للناس)، فنحن أحق بالتطوع، وبذل الندى، وتفريج الكرب، من غيرنا، ودمت عزيزاً يا وطني، وإلى لقاء، والسلام.