رقية سليمان الهويريني
سعدت بالحضور والمشاركة في منتدى الأمير عبد الرحمن السديري للدراسات السعودية بالغاط حول خطط وإستراتيجية الذكاء الاصطناعي في المملكة مع نخبة من المثقفين والمتخصصين في هذا المجال، والقيام بجولة في المحافظة.
وبعد الجولة والاطلاع على نشاط المركز لم أتفاجأ بحصوله على «الجائزة الثقافية الوطنية» برعاية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للاحتفاء بالإنجازات والإنتاجات الثقافية في مختلف القطاعات الثقافية لعام 2023. حيث يعد المركز من الرواد في مجال العمل الثقافي بالمملكة سواء بمقره الرئيس «دار العلوم» بالجوف، أو فرعه «دار الرحمانية» بالغاط.
ولازال المركز يلقى عناية من لدن القيادة الرشيدة منذ تأسيسه عام 1963م حينما قام الأمير عبدالرحمن السديري بإنشاء المكتبة العامة في سكاكا، حيث اقترن وجود المركز بإنجازات متوالية في مجالات الدراسات والإبداعات الأدبية ودعم لامحدود للأبحاث والرسائل العلمية.
وما انفك المركز يسعى إلى الريادة في المجال الثقافي من خلال مجالسه المتخصصة التي ترسم الخطط السنوية للنشاط الثقافي المتضمنة البرامج المعرفية المتنوعة، والتطوير الحيوي لمكتباته العامة المرتكزة على أنظمة المعلومات وأوعيتها المختلفة.
وحين أقول إن مركز السديري الثقافي يعد أحد أبواب العلم والمعرفة والثقافة في بلادنا؛ فإنني لا أبرح الحقيقة حينما أراه وقد صار منارة للبحث العلمي والأدبي.
والمتأمل في مسيرة المركز وعطاءاته يرى أنه بات جديراً بمنافسة المراكز العالمية في مجاله. لذا قد يكون من المناسب أن تكون له جائزة عالمية باسم المؤسس عبد الرحمن السديري الذي اضطلع بمسؤوليته الاجتماعية تجاه المواطنين والمقيمين من خلال الدور الريادي في المساهمة بتأصيل العلم والمعرفة لكل فئات المجتمع.
وقد حرص الأمير المثقف على إنشاء أربع مكتبات عامة في الجوف والغاط وأسس أول مكتبة عامة نسائية في وقت باكر، حيث كان لمكتبة منيرة الملحم زوجة الأمير عبد الرحمن أثرٌ في رفع مستوى الوعي لدى النساء. وساهم بإصدار 235 كتاباً ودورية، كما أصدر المركز 46 عدداً من مجلته (أدوماتو) المتخصصة بالدراسات الأثرية في العالم العربي.
لم تقف مآثر الرجل على المستوى العلمي والثقافي, بل ترك رحمه الله أبناء له وأحفاداً يجسدون شخصيته الأخلاقية حيث يمثل اللقاء بابنه الدكتور زياد محصلة باذخة من العلم الغزير والمعرفة الشاملة كما كان حفيده سلطان مدير المركز ملماً ومدركاً بواقع الثقافة وجوانبها المختلفة.