إبراهيم بن سعد الماجد
(طب نمط الحياة) هو فرع من فروع الطب يركز على الرعاية الصحية الوقائية، والرعاية الذاتية التي تتعامل مع الوقاية والبحث والتعليم وعلاج الاضطرابات الناجمة عن أمراض نمط الحياة وأسباب الوفاة، مثل التغذية والخمول البدني، والإجهاد المزمن، وسلوكيات التدمير الذاتي بما في ذلك استهلاك منتجات التبغ وتعاطي المخدرات أو الكحول. الهدف من طب نمط الحياة هو تحسين صحة الأفراد ورفاهيتهم من خلال تطبيق الركائز الستة لطب نمط الحياة (التغذية، والنشاط البدني المنتظم، والنوم المنظم، وإدارة الإجهاد، وتجنب المواد الخطرة، والتواصل الاجتماعي الإيجابي) لمنع الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، والسكري، والمتلازمة الأيضية والسمنة.
يمكن -بإذن الله- من خلال التركيز على هذه المجالات الستة تحسين الصحة، ما يعني أن يمنع نمط الحياة 80 % من الأمراض المزمنة والأمراض غير السارية (NCD))ندوة أقيمت في مدينة بريدة (ثلوثية أحمد التويجري) أحياها ثلة من الأطباء والطبيبات المهتمين بطب نمط الحياة، وكانت تحت عنوان: (طب نمط الحياة والشفاء من الأمراض المزمنة والسمنة) بقيادة الدكتور صالح بن محمد الراجحي الرائد والمهتم بهذا السلوك الطبي المؤثر في حياة الناس.
حقيقة ما سمعته من هؤلاء الأطباء المهتمين عن الأثر الكبير الذي يحدث لأي إنسان التزم بهذا النمط من الحياة شيء يبعث السعادة والفرح، كون العافية ربما تحصل نتيجة نمط معين في حياتنا اليومية دون برامج الرجيم التي تسبب لدى الكثير حالة من الكآبة والضيق، نتيجة الحرمان الذي يمارسه الإنسان على نفسه.
تذكرت حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (مَا ملأَ آدمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطنٍ، بِحَسْبِ ابنِ آدمَ أُكُلاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فإِنْ كَانَ لا مَحالَةَ فَثلُثٌ لطَعَامِهِ، وثُلُثٌ لِشرابِهِ، وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ).
المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة حائل نظمت «مؤتمر حائل الدولي الثاني لطب نمط الحياة 2023»، وذلك خلال الفترة من 8 - 12 مايو تحت عنوان: «الغذاء الدواء» بمشاركة أكثر من 75 مُتحدثًا من مختلف دول العالم، ومشاركة عددٍ من الجهات الحكومية والقطاع الخاص، وصاحبه عدد من الفعاليّات في موقع بيئي متميز، ولك أن تتخيل هذا الحدث يتم تحت شجر الطلح! وقد ذكر لي الدكتور فرحان الشمري الذي كان في ذلك الوقت مديراً للشؤون الصحية بمنطقة حائل، وهو من المهتمين بنمط الحياة وله جهود كبيرة في هذا الشأن، ذكر لي بأن فكرة إقامة هذا المؤتمر في جو مفتوح في لأحد متنزهات حائل البرية، وجدت من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعد أمير حائل كل الدعم والتأييد مما سهل من المهمة وجعلها فريدة من نوعها وذات أثر نفسي كبير على المحاضرين والحاضرين.
فعاليات المؤتمر امتدت إلى جميع محافظات المنطقة، من خلال برنامج تثقيفي يقدم لسكان المحافظات، وبرنامج خاص بصحة المرأة والطفل، وذلك بهدف تحقيق أحد مستهدفات رؤية السعودية 2030 لمجتمع صحي، من خلال خفض معدل الإصابة بالأمراض المزمنة وفي مقدمتها السكري من الدرجة الثانية، والسمنة ومضاعفاتها، وتحسين جودة الحياة، وبناء مجتمع حيوي وصحي.
أمام هذه الجهود التي يبذلها هذا الفريق الطبي المتميز، أجد من أوجب الواجبات على إعلامنا وكل المواقع المؤثرة التفاعل والترويج لنشاطات هذا الفريق الذي يعمل بكل جهد وإخلاص، من أجل حياة آمنة وسعيدة لكل أفراد المجتمع.