سليمان الجعيلان
في يوم الأحد الماضي تحدث رئيس الاتحاد السعودي ياسر المسحل لـ»صحيفة الجزيرة» حول عدم حضور حكام النخبة الأوروبيين لقيادة مباريات الدوري السعودي قائلاً ( إن لجنة الحكام لا تستطيع استقطاب حكام النخبة بسبب المنافسات الأوروبية وتحفظ الاتحاد الأوروبي من تأثير السفر على مستوياتهم ) انتهى تبرير وتفسير رئيس الاتحاد السعودي الذي يبدو أنه لا يعلم أن الاتحاد السعودي أصدر قراره بالاستعانة بالحكام الأجانب عام (2003) وتحديداً بعد مباراة فريقي الاتحاد والأهلي في نهائي كأس دوري خادم الحرمين الشريفين وأنه منذ ذلك التاريخ قد حضر أفضل الحكام الأوروبيين لقيادة المسابقات السعودية ولم تكن المنافسات الأوروبية أو الرحلات الطويلة عائقاً ومانعاً لحضور أولئك الحكام الذين توقف إحضارهم والاستعانة بهم منذ خطاب نادي النصر الشهير للاتحاد السعودي بطلب استبعاد حكام عن قيادة مباريات النصر والهلال والذي اعترف به وأصدر الاتحاد السعودي بياناً إعلامياً بشأنه في (04 مايو 2019) وننقل منه هذه الجزيئة ( بأن مكتب رئيس الاتحاد قد تلقى خطاباً مذيلاً بتوقيع رئيس نادي النصر بتاريخ 10-04-2019، تضمن ابتداءً شكر سعادة رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم على حرصه على عدالة المنافسة، كما تضمن الخطاب مطالبته بعدم إسناد مباريات فريقه وكذلك مباريات نادي الهلال لعدد من الحكام ..) وأكتفي بها لأنها تكفي وتفي لمعرفة بقية القصة..
فالأحداث والشواهد لتلك القصة وتلك الحادثة عقب ذلك الخطاب في الموسم الاستثنائي بكل أحداثه وتفاصيله يعرفها ويعيها الوسط الرياضي والجمهور السعودي ولكن الذي مازال الوسط الرياضي والجمهور السعودي يجهله ويتساءل عنه هل إملاءات ومطالبات ذلك الخطاب مازالت سارية خاصة في ظل إصرار واستمرار لجنة الحكام على الاستعانة بحكام أجانب متواضعين في الإمكانيات والقدرات والخبرات التحكيمية وقيام اللجنة بعدم الاستعانة ببعض الحكام الأجانب المتميزين والبارزين في أوروبا والذين كانوا يقودون في نفس الأسبوع مباريات الدوريات الأوروبية والمسابقات السعودية ولم يشتكِ أحد من الاستعانة بهم ومشقة السفر عليهم..
وعلى كل حال صحيح من حق الاتحاد السعودي لكرة القدم أن يتحجج ويبرر عدم الاستعانة بحكام أجانب من النخبة هو عدم تعاون وتعامل بعض الاتحادات الأوروبية مع الاتحاد السعودي ولكن هذا لا يعني الاستعانة بحكام أجانب متواضعين في مستوياتهم لأن في هذا تشويه تجربة وصورة التحكيم الأجنبي وكأن الاتحاد السعودي يرسل رسالة للوسط الرياضي وللجمهور السعودي أن هذا هو المتوفر ولذلك ارضوا واقبلوا بالتحكيم المحلي بكل أخطائه القديمة والمستمرة والذي هو في نفس الوقت مطلب تتمناه وتتبناه بعض الأندية ولذلك كان المفترض والمنتظر من رئيس الاتحاد السعودي ياسر المسحل مساءلة ومحاسبة رئيس وأعضاء لجنة الحكام على هذه الاستقطابات والاستعانات المتواضعة للحكام الأجانب لقيادة للمنافسات السعودية وليس محاولة تبرير وتفسير فشلهم وسوء عملهم.
نقاط سريعة
** يحسب لمدرب الهلال السيد جيسوس أنه استطاع أن يصنع فريقاً بإمكانه أن يتغلب على الخصم والحكم في نفس الوقت وما حدث في مباراة الهلال أمام الطائي من أخطاء تحكيمية كوارثية إلا صورة ونموذج.
** قدر الهلال أن يتعرض في كل موسم لضغط المباريات وتداخل المسابقات ولذلك ثقة جمهور الهلال في مدرب ولاعبي الهلال كبيرة ليتجاوزوا مباراة يوم الغد الاثنين أمام التعاون في مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين بعد أن استطاع أن يتغلب عليه في الدوري السعودي والاستحقاق الآسيوي.
** صحيح أن فريق الاتحاد يمر بأسوأ حالاته وأحواله الفنية ولكن من غير المقبول أن يخرج الاتحاد من أول مباراة له في بطولة أندية العالم وهذه الرسالة التي يجب أن تصل لمدرب ولاعبي الاتحاد.