عبدالله سعد الغانم
عليك من الرحمنِ رَوْحٌ ورحمةٌ
أبا ناصرٍ أنت الحبيبُ المُبجَّلُ
فقد كنتَ أستاذَ الحياةِ حكيمَها
بعلمك أنت الواثقُ المتعقِّلُ
وقد كنتُ أُصغي للحكيمِ وأرتوي
من الخبرةِ المثلى وخيرًا أؤملُ
تركتَ بقلبي الودَّ والذِكرَ طيبًا
عليك ثنائي في دعائيَ أُجزِلُ
سخيٌّ ومضيافٌ حفيٌّ بضيفِهِ
وقد كان يُوليني الحفاوةَ يُخجِلُ
مُهَابٌ وقورٌ والرزانةِ شيخها
قريبٌ أليفٌ بالوفا يتفضَّلُ
أبيٌّ عزيزُ النفسِ باللهِ واثقٌ
سعى في بقاع الأرضِ للفقرِ يقتلُ
وقد ترك الأولادَ في حضنِ أُمِّهمْ
وأودعهم ربي عليه توكلَّوا
لقد كان يهوى الحرثَ في الزرعِ بارعًا
وللنَّخلِ عند الشيخِ قدرٌ ومَنزِلُ
مكينٌ أمينٌ في البناءِ مميزٌ
يُشاركه الأولادُ في الخيرِ يُشغِلُ
فعاش غنيًا بالإله مُكرَّمًا
وقد كان مفضالاً وللخيرِ يبذلُ
فكم من فقيرٍ نال منه كرامةً
وقد كان للأرحامِ بالخيرِ يُرسلُ
بيوتُ إلهي تعرفُ الشيخَ بانيًا
تعلَّق فيها القلبُ ما كان يكسلُ
مع الناسِ عاش الشيخُ سمحًا مُسالِماً
وعند لقاهم وجهُهُ يتهلَّلُ
فنال من التقديرِ والحبِّ وافرًا
وأبقى له ذِكْرًا مع الناسِ يجمُلُ
فشايعُ شيخٌ شاع ذِكْرًا مُعطَّرًا
ونجمُ أبي الأفضالِ لا ليس يأفلُ
له زَوْجُ خيرٍ بالفضائلِ أشرقت
هي المرأةُ الفضلى وللقلبِ تدخلُ
وخلَّف أولادًا كرامًا عبيرُهم
يفوحُ جمالاً بالمكارم أقبلوا
له في فؤادي الحبُّ إني أُجلُّهُ
وقافيتي جذلى وفي الفخرِ ترفلُ
عساهُ بجنَّاتِ الخلودِ مُنعَّمٌ
وفيها بظلٍّ طيِّبٍ يتظلَّلُ