د. زايد الحارثي
فجعت هذا اليوم الموافق الثالث والعشرين من جمادى الأولى لعام ألف وأربعمائة وخمسة وأربعين من الهجرة النبوية بخبر وفاة أخي وزميلي وصديقي أستاذ الأخلاق والتربية والحكمة والأمانة والإدارة في كلية التربية بجامعة أم القرى السيد الدكتور حمزة بن عبدالله عقيل وقد نقل لي الخبر حبيبنا وصديق عمرنا المشترك الأخ والصديق العزيز الفاضل الدكتور زهير بن أحمد الكاظمي الذي ذكر لي أنه كان يتهاتف معه البارحة للاطمئنان على صحته كالعادة مطمئناً ورد عليه رداً مقتضباً وكأنه يودعه إلى جنة الخلد بإذن الله وفي الصباح فاضت روحه إلى بارئها رحمه الله رحمة الأبرار وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
فمن هو الأستاذ الدكتور حمزة بن عبدالله عقيل لمن لا يعرفه وقد عرفته وزاملته وعاشرته عن كثب لسنين طويلة زميلاً في كلية التربية حيث كان متخصصاً في الإدارة والتخطيط والجودة ثم عرفته إدارياً مميزاً وكيلاً لكلية التربية مع أخي الصديق د. زهير الكاظمي لعدة سنوات وأكرمني الله بأن طلبته أن يكون وكيلاً لكلية التربية حين كنت عميداً لها طوال فترة عمادتي وشاركني المسؤولية بكل ثقة وأمانة واقتدار حتى حافظنا على كليتنا لما تستحق من تاريخ ومكانة وجودة وتعلمت منه الكثير والكثير. تعلمت منه الحكمة والتروّي في اتخاذ القرار وتعلمت منه الصبر وسعة الصدر وتعلمت منه أصول الإدارة وأصول الجودة وتعلمت منه حسن الاستماع والإصغاء لمن نتعامل معه وتعلمت منه الكثير وتعلمت منه التذكير لكظم الغيظ والعفو كما علمنا بها القرآن الكريم وأشهد الله أنني وجدت
أن أخي وصديقي وزميلي السيد الدكتور حمزة رحمه الله رحمة واسعة مدرسة في الأخلاق والإدارة والجودة ولعليّ أتوقف قليلاً عن موضوع الجودة التي أصبحت اليوم أيقونة الخطط الاستراتيجية والرؤى التطويرية ومعيار الإنجازات المدروسة فقد تخصص فيها الدكتور حمزة قبل أن يتعرف عليها الكثيرون فقبل أربعين سنة كان هو مرجعية فيها علماً وخبرة إلى أن مارسها عملياً مع رؤسائه ومرؤوسيه وطلابه وكل من عرفه وأسأل الله أن يشمله برحمته ورضوانه وجناته جنات النعيم و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.