د. سعيد بن محمد المليص
نعم مات الشريف محمد بن أحمد الشريف الملقب بأبي حسن في وزارة المعارف، ومن لا يعرف (أبو حسن) هو حامي حمى وزارة المعارف سابقاً وحارسها على شارع المطار لعقود عديدة وفي أواخر القرن الماضي، وأول هذا القرن.
محمد بن أحمد الشريف المعروف بـ(أبو حسن) أسطر هذه الكلمات فقط لأشيد بموقف عجيب بيني وبينه، وليعرف الكثير من الناس أن عزة النفس والحفاظ على مبادئها فوق كل اعتبار.
في نهاية شهر رمضان للعقد الأول من هذا القرن شعرت بأن أبي حسن يتحمل عبء عائلةٍ أتى بها من جيزان وفي ظني أن مكافأته من العمل لا تفي باحتياجات تلك العائلة، فقلت لعلي أمد يد العون في نهاية رمضان بشيء رمزي لأبي حسن، ووضعته في مظروف وناولته إياه قبل العيد.
وحين عدنا من الإجازة أتاني -رحمه الله- كعادته ليهنئني بالعيد.. وقال لو تسمح لي يا أبا محمد بعد أن يذهب المهنئون أن أعود إليك لكلمة صغيرة، فرحبت به متى أراد.
وحينما أتى طلب أن نكون منفردين.. فقال: يا أبا محمد أنا والله أعتبرك كأخي الكبير أو أبي وأرجوك أن لا تغضب مني ولكن لدي سؤال بشأن هديتك قبل العيد:
هل ذلك المبلغ هدية منك أم أنه من الصدقة أو الزكاة؟
فعجبت من تساؤله وسألته لماذا هذا السؤال؟
فقال: كما تعرف نحن نزعم أننا أشراف جيزان أو بعضنا من عترة محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام وهو من قال: (بما معناه.. لا يجوز لأهل البيت أخذ الزكاة أو الصدقة) ما عدا هبات التطوع.. الخ..
عجبت من ذلك.. حارسٌ ليلي يمتلك هذا الاعتزاز بأصله وبنواميس أصله، بالرغم من حاجته الملحة.
ومنذ ذلك اليوم نهجت مع أبي حسن -رحمه الله- نهجًا يليق بمقامه لا بوظيفته.
وإذا كانَت النُفوسُ كِباراً
تَعِبَت في مُرادِها الأَجسامُ
رحم الله شيخنا محمد الشريف وجمعنا به وبجميع أحبائنا على على حوض نبيه.