أ.د.عثمان بن صالح العامر
شرفني الصديق العزيز والأخ الوفي سعادة الشيخ صالح بن إبراهيم الرشيد الليلي بدعوته الكريمة لحضور زفاف كريمته على الشاب عبد العزيز بن عبد الرحمن المنديل مساء يوم الأربعاء الماضي، 23 / 5 / 1445 هـ، 6 / 12 / 2023م، فتوجهت للرياض بعد انقطاع طويل جداً عن العاصمة العزيزة، وكان صاحبي في جميع تحركاتي (الجوال)، إذ أضحى الأمر ليس كما كان من قبل أربع سنوات، فللوكيشن ضروري للانتقال من مكان لآخر، وأعتقد أنه كذلك حتى لأهل الرياض حين تحركاتهم اليومية.
لن أتحدث في هذا المقال عن العاصمة الرياض، كيف كانت؟، وكيف هي الآن؟، وإلى أين ستكون؟، ولن أعرج على أهمية الصيانة لمشاريعنا الحكومية التي جعلت فندق الإنتركونتيننتال الذي افتتح عام 1975م ينافس الفنادق الجديدة رغم مرور 48 عاماً على تدشينه في الوقت الذي تجد مشاريع حكومية لم تتجاوز خمس سنوات ومع ذلك تبدو لك قديمة ومتهالكة، ولكنني هنا في صدد الحديث عن هذا الرجل الذي اجتمع له في هذه المناسبة الاجتماعية محبيه وما أكثرهم - ما شاء الله تبارك الله - سواء من كان منهم في الرياض، أو أنهم قدموا من حائل للحضور والمشاركة، وهناك من جاء من مناطق أخرى، والسبب يكمن في نظري ما غرسه أبو ناصر حفظه الله من محبة في قلوب من عرفوه، لدماثة خلقه، ورقي تعامله، وحسن سمته، وجميل صنعه، إضافة إلى أنه صاحب واجب يشارك الناس في أفراحهم ويأتي من الرياض إلى حائل ليواسيهم في أحزانهم وأتراحهم فور حدوثها إذا حدثت - لا سمح الله -، وهذه من السجايا التي لها ثقلها وقدرها عند أهل المروءة والشيم.
لقد سرني أنني تشرفت في ذلك المساء باللقاء والسلام على جمع كبير من الحائليين قاطني الرياض الذين كان البعض منهم لا أعرفه من قبل إلا باسمه كاملاً، وكانت سعادتي غامرة جراء الحديث مع البعض منهم عن حائل المستقبل، حديثاً مستفيضاً ينم عن حرص ومتابعة ورغبة أكيدة في الاستثمار النوعي بهذا الجزء من وطننا الغالي في قادم الأيام بإذن الله.
في تلك الليلة كنا في ساعة الانتظار، ونحن نتناول طعام العشاء نعقد مقارنة عاجلا بين المناسبتين في مدينتين من مدن وطننا العزيز، شاركني في هذه المقارنة الصديق العزيز: عبدالرحمن اللحيدان (أبا ياسر)، وأظهرت المقارنة أن هناك اختلافا في عدة أمور أبرزها:
- ارتداء البشت، حيث كان جل من حضر المناسبة مباركاً مرتدياً البشت، حتى الشباب فضلا عن أقارب الزوجين وأصدقائهم خلاف الحال في مناسبة الزواج الحائلي.
- البوفيه المفتوح، إذ إن الحال عندنا ما زال كما هو منذ سنوات رغم وجود محاولات عدة للتغير من باب حفظ النعمة وعدم الإسراف ولكن جميع الجهود المبذولة تتكسر للأسف الشديد أمام تجذر وصلابة العادات والتقاليد التي ما أنزل الله بها من سلطان.
- الملابس الموحدة، والتقديم الموحد، من قبل شباب تلازمهم ابتساماتهم في جميع تحركاتهم.
- أبارك للعريسين (بارك الله لهما وبارك عليهما وجمع بينهما بخير) وأثمن لأبي ناصر دعوته، ودامت الأفراح في وطن الأمن والأمان وتقبلوا صادق الود والسلام.