رجاء العتيبي
لطالما كانت المملكة العربية السعودية سباقة في أي عمل إنساني يتطلبه الموقف والشعور بالمسؤولية، والحس الإنساني. وفي أحداث غزة بفلسطين كانت المملكة قدوة في تقديم المساعدات وتقديم يد العون والمساهمة الفعالة فتواصلت تلك المساعدات السعودية الإغاثية للشعب الفلسطيني التدفق إلى معبر رفح البري الواقع بين قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء في مصر، محملة بمئات الأطنان من المواد الطبية والغذائية والإيوائية، ضمن الحملة الشعبية التي وجّه بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، لإغاثة الشعب الفلسطيني في غزة. وفي غضون ذلك وغادرت مطار الملك خالد الدولي بالرياض قبل أيام الطائرة الإغاثية السعودية التاسعة عشرة التي يسيرها مركز الملك سلمان للإغاثة متجهة إلى مطار العريش الدولي في مصر، تمهيداً لنقلها إلى المتضررين داخل قطاع غزة والتي تحمل مساعدات إغاثية متنوعة شملت مواد غذائية وإيوائية وطبية تزن 39 طناً.
وكان في وقت سابق قد استقبل فريق مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الدفعة الأولى من شحنات الجسر البحري السعودي في ميناء بورسعيد بمصر؛ تمهيداً لنقلها إلى المتضررين من الشعب الفلسطيني داخل قطاع غزة، وتشتمل على 1050 طناً من المواد الغذائية والطبية والإيوائية للإسهام في التخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني في غزة. ويأتي ذلك في إطار الجهود الإغاثية والإنسانية التي تقدمها السعودية لإغاثة الشعب الفلسطيني في غزة من خلال ذراعها الإنسانية مركز الملك سلمان للإغاثة في إطار دور المملكة التاريخي المعهود بالوقوف مع أبناء الشعب الفلسطيني في مختلف الأزمات والمحن التي تمر بهم.
وضمن السياق ذاته نجد أن هناك جهوداً في مواقع أخرى تقوم بها المملكة تتمثل في الجهود الدبلوماسية المتمثلة في البحث مع كل الجهات في العالم للمساهمة في سبل وقف التصعيد العسكري الخطير في غزة ومحيطها، والالتزام بأي اتفاق للهدنة الإنسانية ووقف إطلاق النار. ومن خلال الاتصالات التي تمت على أعلى المستويات بالمملكة وبما يمنع تفاقم الأزمة الإنسانية في تلك البقعة من العالم وإخواننا الفلسطينيين، ويتبين ذلك من الرفض القاطع لعمليات التهجير القسري لسكان غزة، وأهمية تحرك المجتمع الدولي بشكلٍ جاد وفاعل للتصدي لجميع الانتهاكات المستمرة لقوات الاحتلال الإسرائيلي ومخالفاتها المتكررة للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي. وضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤوليته الأخلاقية والمبدئية تجاه الالتزام بقرارات الشرعية الدولية بما يحقق المصداقية للنظام الدولي ويحافظ على السلم والأمن الدوليين، ويمنع بواعث التطرف والعنف.
اللهم ارفع البلاء عن إخواننا الفلسطينيين في غزة. والله الموفق.
** **
- كاتب كويتي