من الأحاديث الواردة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهي من جوامع الكلم قوله -صلى الله عليه وسلم-: (صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والمهلكات، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة).
إنَّ عمل المعروف واصطناعه بين الناس وحثهم عليه من أحب الأعمال والطاعات إلى الله تعالى؛ لكسب خيري الدنيا والآخرة، ويبتعد صاحبه عن مصارع السوء، ويزيل الهم والحزن والغم والذل والعار هذا في الدنيا، أما الآخرة، فنحن في عز وفخر واعتزاز وشرف أن نكون- بإذن الله تعالى- من أصحاب الخيرات والطاعات والأعمال الصالحات والفلاح، والفوز والنجاة مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين.
ومن الجميل أن تكون صناعة المعروف ثقافة مجتمع وعطاء إنساني، وهدف وطني مهم، وأجر عظيم في الدنيا والآخرة؛ فصناعة المعروف تنشر السعادة الإنسانية، وهي وسيلة تواصل مستمر مع أفراد المجتمع، وتتمثّل في إنجازات الجهات الخيرية وتأثيرها الفعال في جودة خدمات المجتمع، ولا ننسى الصنائع الفردية من محبي الخير الذين يبادرون بهذا العطاء المميز.
ولا شك في أن الذي يملأ حياته بصنائع المعروف تمتلئ حياته بالبركة والسعادة وعون الله تعالى وقضائه لحوائجه، فقد جاءت أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- مؤكدة أهمية قضاء الحوائج وصنائع المعروف، ومبينة أنها تعود على صاحبها في الدنيا قبل الآخرة،
وأبواب الخير والمعروف كثيرة جدا؛ منها مساعدة الآخرين، وتفريج الكرب، وإقراض المحتاج، والتجاوز عنهم، وستر المسلمين، ومعاونة ذي الحاجة على حاجته، والشفاعة الحسنة، ونصرة المظلوم، والمشي مع المسلمين في حاجتهم، وإغاثة الملهوف، وإماطة الأذى عن الطريق، وإرشاد الضال، ومنها كفالة اليتيم، والسعي على الأرملة والمسكين،
ومن ثمار صناعة المعروف -كما ورد في الأثر - عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي الناس» رواه البخاري ومسلم، وقال صلى الله عليه وسلم: «من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة، فلينفس عن معسر أو يضع عنه» رواه مسلم. وتأكد من صنع لكم معروفًا فكافئوا. ولا ننسى أن صناع المعروف من أحباب الله تعالى، وذلك مصداقًا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «أحب الخلق إلى الله أنفعهم للناس».
نسأل المولى القدير أن يجعل أياديكم وقلوبكم كلها لصنائع المعروف.