فيصل الحمود المالك الصباح
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره تلقينا خبر وفاة حضرة صاحب أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح -طيب الله ثراه وذكراه وأسكنه فسيح جناته- وعلى رغم جلل المصاب وفداحة الخطب لا نقول إلا ما يرضي ربنا جل وعلا، فلله تعالى ما أخذ ولله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى.
حين يتعلق الأمر برمز مثل فقيدنا قائد مسيرتنا أميرنا ووالدنا، فإن فقيدنا دخل التاريخ من بوابة قلوب الناس فقد اتفقت شعوب العالم على مواقفه وعطائه ولم تبخل عليه بالدمع الذي يذرف على الأحبة ولم يشغلها عن الترحم عليه مصائبها وانشغالاتها. إن فقيدنا من القيادات والزعامات التي مضرب مثل للحكمة والخير والعطاء وتجسيد القيم الإنسانية، وها نحن نستذكر جزءاً من هذه المآثر الحميدة والسجايا الرفيعة للفقيد فإننا لا نملك إلا أن نسأل الباري جل وعلا أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته مع الشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا، وأن يجزيه عن وطنه وشعبه والأمتين العربية والإسلامية خير الجزاء، فقد عاش صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد حياته زاهدًا في الدنيا محباً لفعل الخير والعبادة وإرضاء الله عز وجل والذي عرف عنه حبه للمساجد وتواجده بها، أحب الكويت وأهلها فأحبته الكويت وشعبها، وكان نعم القائد الفذ الذي يخشى على مصلحة وطنه وشعبه، صاحب سيرة عطره قضاها في محبته لهذا البلد الطيب، نسأل الله لوالدنا الأمير سمو الشيخ نواف الأحمد الصباح بالرحمة والمغفرة ونتقدم ببالغ من الحزن والأسى بخالص التعازي لعضيده حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح ولأبنائه وذريته ولأسرة آل صباح والقيادة ولكافة أبناء الشعب الكويتي ولجميع الأمة العربية والإسلامية، اللهم إنه كان نعم القائد والأب الحنون الطيب فارحمه برحمتك يا أرحم الراحمين، أديت الأمانة وتركت خلفك حباً كبيراً في قلوبنا رحمك الله وإلى جنات الخلد.