خالد محمد الدوس
في تاريخ نادي الهلال العالمي صاحب الألقاب الذهبية والمنجزات العظيمة.. رموز أوفياء.. وشخصيات مهمة.. ورجال عظماء ضحوا بمالهم وصحتهم وجهدهم ووقتهم من أجل رفعة كيانهم الكبير ودعم مسيرته نحو عالم الريادة والصعود إلى قمة المجد طيلة تاريخه الممتد لأكثر من ستة عقود زمنية فارطة.
ومن هذه الأسماء المعروفة بحبها لزعيم الأندية ودعمه الأمير الراحل (بندر بن محمد بن سعود الكبير) الذي وافته المنية يوم الأربعاء الفائت بعد معاناته المرضية - تغمده الله بواسع رحمته-.
عرف عن فقيد الرياضة السعودية الذي تولى رئاسة البيت الأزرق خلال الفترة (1996-2000) وحقق خلالها ألقاباً ذهبية وإنجازات تاريخية حتى لقّب بالرئيس الذهبي وكبير الهلاليين.. عرف عنه سمو التعامل والخلق الرفيع واحترام المنافسة والتحلي بالروح الرياضية وتأصيل الوعي في المجتمع الرياضي وتواضعه الجم، ولا غرو من ذلك فقد نهل (فقيد الرياضة السعودية) من مدرسة والده الأمير محمد بن سعود الكبير.. العلوم القيادية والتربوية والإنسانية الأصيلة التي انعكست - كيميائياً- على شخصيته المهذبة التي اتفق على محبتها كل الهلاليين من «لاعبين وإداريين وجماهير» التي كانت تلقبه (بالرئيس الذهبي)، كما رشحه الهلاليون لرئاسة هيئة أعضاء الشرف بالنادي العاصمي الكبير نظراً لمكانته الرفيعة في قلوب محبي البيت الأزرق وخبرته الإدارية الرصينة، وسماته القيادية البارعة.. قبل أن يتنازل عنها لظروف الصحية..
فالفقيد كان صاحب فكرة أول مشروع رياضي (بنائي) تم تأسيسه على دعائم متينة وأرضية صلبة تمثل في إنشاء أول مدرسة كروية بنادي الهلال قبل ما ينيف عن أربعة عقود زمنية.. ساهمت وبدعمه القوي والمباشر في صناعة المواهب الفذة والنجوم البارزة التي خدمت الحركة الرياضية على مستوى المنتخب الأول والمنتخبات السنية، وبالتالي ساهمت في حصول المنتخبات الوطنية بكافة المراحل العمرية في الحصول على عدة إنجازات عربية وقارية وعالمية.
كان -رحمه الله- من رجالات الهلال (الأوفياء) مع اللاعبين القدماء الذين خدموا مسيرة زعيمهم في فترة ماضية وقد تشرفت قبل عدة سنوات وبدعوة عرفانية من المسؤول عن ملتقى لاعبي وإداريي قدامى الهلال الكابتن (فيصل أبو اثنين) والكابتن منصور القاسم.. لحضور حفل (إفطار رمضاني) للاعبين السابقين الذين مثلوا النادي في سنوات مضت, وإداريو الفريق القدامى بحضور بعض أعضاء الشرف وعلى رأسهم الأمير الراحل بندر بن محمد الذي شرّف (نجوم الأمس الهلالي) بحضوره والالتقاء بهم في مقر النادي, وكان يحظى بتقدير يستحقه من جميع الهلاليين الذين كان يقابلهم كعادته -يرحمه الله- بالمحبة والمودة والبشاشة المعهودة والاحترام الكبير والتواضع الجم.
أتذكر عندما كنت أعد صفحة (من تاريخنا الرياضي) الأسبوعية بصحيفة الوفاء (الجزيرة) التقيت بعدد من لاعبي الهلال القدماء الذين مثلوا الزعيم في حقبة الثمانينيات والتسعينيات الهجرية.. ومنهم من كان يمر بظروف صحية ومنهم كان محاطاً بأحوال معيشية صعبة.. وكان البعض يذكر مواقف إنسانية نبيلة, ومبادرات وفائية أصيلة من الأمير بندر بن محمد الذي كان صاحب قلب كبير وأيادٍ بيضاء طوقت أعناق حالات عديدة عانت من أوضاع صحية متردية وأحوال معيشية حالكة.. هكذا كان كبير الهلاليين ورئيسهم الذهبي بمشاعره النبيلة وخصاله الفضيلة.
رحل الأمير الشهم (بندر بن محمد) جسداً وبقت سيرته العطرة تلوح في أفق الذاكرة الهلالية كرمز (وفيٍّ) كبير خدم البيت الأزرق بكل إخلاص وتضحية وتفانٍ.. فاتفق الهلاليون على محبته.. وبذات الوقت اعتبر رحيله خسارة ليس لنادي الهلال فقط, بل للرياضة السعودية التي صنع منافسة شريفة بروحه الرياضية العالية ووعيه القيادي وحضوره الرزين.
رحم فقيد الرياضة السعودية الأمير بندر بن محمد وأسكنه فسيح جناته.
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
* ومضة: الذكر الجميل.. عمر طويل.