إيمان الدبيّان
الثامن عشر من ديسمبر يوم لغة الشعر والفنون، اليوم العالمي للغة العربية، هذا التاريخ بشعار هذا العام الذي يتحدث عن فنون اللغة العربية بمختلف قوالبها الشعرية والنثرية من خطابة وقصة ومقالة وحكمٍ وأمثالٍ، ببلاغتها وفصاحتها وإعجازها، قرآناٍ وسنة وموروثاٍ، كلها وأنا أرى وأعيش وأحلم وأنعُمُ بمنجزات بلدي جعلتني أستذكر سؤالاٍ طرحته كثيراٍ في أكثر من مناسبة ومقابلة أين نحن من السينما العالمية بقصص بطولات سعودية ورواية قصة قرن لم يكن مثلها ولن يكون ما يشبهها.
أرى السينما ديوان العالم كما كان الشعر ديوان العرب فلماذا لا نوثق للعالم قصتنا؟ لِمَ لا نجعل الناشئة يستشعرون حب الوطن ورموزه من خلال الأفلام السينمائية فتبقى في القلب إيماناٍ وفي الروح تضحية وفي الفكر ولاءً وفي النفس عطاءً.
لا يكفي أن تكون تلك القصص والمنجزات أرقاماً وحروفاً بين أغلفة المناهج ولا على أسطر شاشات وألواح التعليم، نريدها على ضفاف الذاكرة رسماً خالداً كما هي على أرض الواقع فخراً باقياً.
قصة قرن تُكتب وتُنتج سينمائياً بلغة عربية فصحى أو بلهجة سعودية أفتخر بتعددها ويعجبني تنوعها ولا أفضل قولبتها بلهجة بيضاء واحدة، جميل التمسك بتراثنا لهجةً وزياً فنعيش تلك الأصالة تمايزاً ويجمعنا الولاء والإخلاص وطناً واحداً.
تاريخ بدأت فصوله من نجد وانطلقت للحجاز والشرق والشمال والجنوب فكانت قصة القرن حبرها دم يسري في شراييننا وأبطالها قادة نذود عنهم بأرواحنا وصفحاتها طُرزت بأيدي رجالها وغلافها تلاحم أبنائها.
أتمنى أن أرى هذه الأمنية واقعاً يشاهد على شاشات العالم حقيقة وتاريخاً موثقاً تعمل عليه هيئات الثقافة والإعلام والتاريخ والفن.
اليوم بفضل الله ثم بفضل توجيه ملك الثقافة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وبدور ودعم ملهمنا في كسر حواجز التحديات وتجاوز العقبات ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان أصبحت أبواب الطموحات مفتوحة ودروب النجاحات معروفة وموانىء المنافسات العالمية لنا معلومة يراها المنبهرون بما يرون سياحاً وزواراً لدولتنا ويُضرب بها مثلاً لكل من حاول أن يحقق شيئاً مما حقق وطننا.
كما وصلت الأوركسترا السعودية بأغانينا السعودية على أبيات ملاحمنا الوطنية وملامحنا الطربية فلامست شغاف قلوبنا بألحان العرضة النجدية والخطوة الجنوبية ومواويل الشواطيء الشرقية والغربية والدحة الشمالية، سيكون هناك بإذن الله سينما وطنية عن قصة قرن سعودية.