سهوب بغدادي
فيما نشهد ازدهار القطاع السياحي والسياحة في المملكة بشكل غير مسبوق ولله الحمد، وتنوع أطرها ما بين مرافق ترفيهية، وأثرية، وثقافية، وما إلى ذلك، خاصةً بعد إتاحة التأشيرة السياحية، وغيرها من سبل تمكين العالم من الزيارة لأغراض عدة، إذ تزخر أغلب المدن والمناطق اليوم بالسياح والزائرين من شتى بلاد العالم، ليختبروا عبق الحضارة وزخم الثقافة، وطيب الحفاوة والكرم السائدَين لدى الشعب السعودي، وهي تجربة لا تنسى بالتأكيد، وبناءً على ما تقدم فإن ضمان ترك أثر إيجابي لدى السائح والزائر من أهم معايير عكس الهوية الوطنية السعودية الحقيقية وتصديرها للخارج حين عودتهم إلى ديارهم، ومما لا شك فيه، قد تكون هناك بعض المواقف أو الإشكاليات التي لا تمثل الكل بل قلة قليلة من الأفراد، لذا يستحسن إيجاد قانون واضح لحماية السائح والزائر من أي شكل من أشكال الإساءة، سواء كانت لفظية أو جسدية، كذلك حمايتهم من شتى أساليب الغش والخداع والتضليل، ابتداءً من شركات السياحة والفندقة، وصولاً إلى مقدمي الخدمات باختلاف نطاقاتها، وما دفعني لكتابة هذا المقال هو تحيني الفرصة لسؤال الزوار والسياح عن انطباعهم العام عن تجربتهم في المملكة وما إذا كانت هناك أي مواطن تحسين يمكن إلقاء الضوء عليها، فكان انطباعهم رائعًا عن التجربة بشكل عام إلا أن إيجاد قانون خاص بهم أمر لا بد منه ويضفي شعورًا بالاطمئنان، وسيكون بمثابة مرجع للجميع عن الممارسات السلبية أو غير اللائقة تجاه ضيوف المملكة، على غرار بعض تجارب الدول الأخرى التي سنت مثل هذه القوانين نظرًا لكثافة أعداد السياح فيها، في ذات السياق، نكبر دور الجهات المعنية خاصة وزارة السياحة ومنسوبيها، ونتمنى أن نرى دليلاً شاملًا عن التعاملات التي قد تكون بين المواطن والسائح وطرق التعامل الأنسب في مواقف مختلفة، وقد توظف المواد المقروءة والمسموعة والمرئية، على هيئة مقاطع فيديو قصيرة تحمل رسائل توعوية وتثقيفية تصف أحوالًا كثيرة، وتستهدف الكبار والصغار على حد سواء، فكلنا نسهم في عكس الهوية الوطنية السعودية ونجاح قطاع معين يعد نجاح للجميع، والذي يصب في ازدهار وطننا الغالي وتقدمه بإذن المولى جل جلاله.