خالد بن حمد المالك
اعتادت إسرائيل منذ ولادتها كدولة على الأراضي الفلسطينية التي كانت تحت الاحتلال البريطاني استخدام القوة المفرطة ضد أي تحرك فلسطيني أو عربي، مدعومة من أمريكا والغرب، فهي بهذا الدعم خارج المساءلة الدولية، ولا يحق معاقبتها على جرائمها، وهي لا تلتزم بأي موقف دولي يصدر ضدها، فضلاً عن أن لديها حماية من أمريكا والغرب، ما لا تجد أي دولة مثل هذا الدلال والتشجيع بشكل أصبحت الكراهية ملازمة كصفة لأمريكا والغرب من شعوب العالم، ومن شعوب بعض هذه الدول.
* *
السؤال.. ما هي المصلحة من الدعم لإسرائيل، وتشجيعها على العدوان، بمثل ما يحدث الآن في غزة والضفة الغربية، مع أن الحل والاستقرار يمكن أن يتحقق في تمكين الفلسطينيين من إقامة دولة لهم على ما تبقى من أراضيهم المحتلة، وتحديداً ما كان في حدود حرب عام 1967م، إن لم تكن لأمريكا والغرب مصلحة في جعل منطقتنا في حالة عدم استقرار، مع ضمان بقاء إسرائيل وتوسعها بما يحقق أهداف هذه الدول الداعمة على المدى البعيد، دون النظر إلى الحالة الإنسانية والقتلى بين المدنيين الفلسطينيين والمعاملة الكريهة التي تقوم بها الدولة المحتلة ضد المدنيين لإجبارهم على القبول بالأمر الواقع، والتسليم بما تخطط له إسرائيل وأمريكا والغرب، بأن تكون كل فلسطين إسرائيلية.
* *
الصورة قاتمة في تآمر العالم، وعدوانيته، وتكتله لإذلال الشعوب، والانتصار للظالم، واستخدام القوة في القبول بما لا تقبل به النفس الأبية، والضمير الحي، والشعور بالكرامة، والاستسلام بما يُملي عليها من حرمان للحقوق، في ظاهرة تقودها مع الأسف أكبر دولة في العالم، ما لا يمكن فهمه إلا أنه رد فعل لأن هذه الدول وهذه الشعوب وعلى رأس القائمة فلسطين وشعبها أبت إلا أن تكون صامدة على مدى سبعين عاماً من العمل والكفاح لاسترداد حقوقها المشروعة.
* *
تستمر الحرب في غزة، وفي الضفة الغربية، ولا بصيص أمل لاستسلام المدافعين الفلسطينيين رغم مطالبة وزير دفاع العدو لهم بالاستسلام ليتوقف القتال، وبالتالي لتستكمل تل أبيب مشروعها التوسعي، وإنهاء مطالب الفلسطينيين بدولة لهم، وطي هذه الصفحة من أعين الفلسطينيين والعالم، في سابقة لو تمت (ولن تتم) فإن هذا عدوان واحتلال تُسأل عنه أمريكا والغرب، وسوف يلاحق التاريخ كل من له دور في ذلك على أنه مجرم وغير إنساني وظالم ولا يستحق الاحترام.
* *
دولة فلسطين قادمة، شاء من شاء وأبى من أبى، والمسألة مسألة وقت، وشمسها سوف تشرق من جديد، وطموحات وآمال وتطلعات ومطالب الفلسطينيين سوف تتحقق ولن يمنعها مانع، وستذعن إسرائيل للواقع، وللمطالب الفلسطينية، فالحرية حق للشعب الفلسطيني، والاستقرار مطلبهم، والدولة الفلسطينية لا فضل لأحد في قيامها.