عبد العزيز الهدلق
لا خلاف كون النجم كريستيانو رونالدو أسطورة كروية عالمية، وأن حضوره في الدوري السعودي إضافة عالمية ومكسب كبير، وهو جزء من مشروع رياضي وطني كبير تصنعه الدولة أيدها الله.
ولكنه في النهاية يبقى إنساناً ولاعب كرة يصيب ويخطئ، وتتم الإشادة به عندما يقدم ما هو منتظر منه من جمال في الأداء، كما أن انتقاده عندما يخطئ أمر متاح، ومن أبسط حقوق أي ناقد.
لكن الملاحظ أن هناك من يريد صنع حماية لهذا اللاعب من خلال الزعم الكاذب بأن انتقاد رونالدو هو انتقاص للمشروع الرياضي الوطني، وأنه يجب حماية المشروع بحماية رونالدو من النقد.
والحقيقة أن حماية المشروع الرياضي الوطني تكون بحماية المنافسة، وحماية الحكام، وحماية لاعبي الفرق الأخرى داخل المنافسة. من الاعتداء والضغط ومحاولة انتزاع ما لا يحق. وحماية جمال اللعبة، وحماية الأخلاق الرياضية.
المنافسة العادلة تفرض أن يخضع الجميع بلا استثناء لقانون كرة القدم، وأن يطبق على الجميع بعدالة. لا أن يطبق هذا القانون على فئة دون أخرى, أو أن يستثنى لاعب دون الآخرين في التعامل القانوني.
يجب أن يعي من يدافع عن مخالفات كريستيانو رونالدو، أنه لاعب كغيره من اللاعبين داخل المستطيل الأخضر مهما كانت نجوميته، وأنه لا يحظى بمعاملة خاصة، وأنه أيضاً ليس كل المشروع الرياضي الوطني، بل هو جزء منه، وجزء صغير منه، فكل ما حظيت به الأندية السعودية هو ضمن إطار المشروع الرياضي الوطني، ولاعبو الهلال والاتحاد والأهلي من النجوم الأجانب والأسماء العالمية هم جزء من المشروع الرياضي الوطني. وهو مشروع لازال في طور التكوين، ولم يكتمل حتى الآن.
مشروعنا الرياضي الوطني ليس كريستيانو رونالدو فقط. ولا يتمحور المشروع حوله. لذلك لا يجب إحاطته بستار حديدي من الحماية، وتبرير أخطائه، وجعل كل مخالفة يرتكبها من المباحات في كرة القدم. ويحق له ما لا يحق لغيره.
ولا يجب أن يصنف نقد مخالفاته بأنه نقد للمشروع الوطني. بل على العكس فنقد مخالفاته، وممارسته ضد الحكام ولاعبي الفرق الأخرى المنافسة هو حماية للمشروع الرياضي الوطني.
ما يحدث من البعض تجاه النقد الموجه لرونالدو أمر غير مقبول إطلاقاً، فهناك من ذهب بعيداً في رفض النقد الموجه لرونالدو من خلال تأليب الجهات الرسمية ضد الناقد في طرح رخيص, وهو طرح العاجز عن الدفاع عن رونالدو فلم يجد غير أسلوب التأليب.
وليكن في علم المدافعين والمنافحين عن أخطاء ومخالفات وتجاوزات رونالدو أن النقد لن يتوقف تجاه تلك المخالفات والتجاوزات وهو أمام قانون كرة القدم كأي لاعب آخر، ليس مزية، ولا حماية خاصة، ولا حصانة.
كما أن على رونالدو نفسه أن يترفع عن تلك الأخطاء التي لا تليق بلاعب عالمي حضر لملاعبنا من أجل تحقيق الإضافة الفنية التي ينتظرها الجميع منه، والاستمتاع بما لديه من إمكانيات فنية ومهارية عالية، أما مطاردة الحكام في الملعب والضغط عليهم لانتزاع قرارات مجحفة بحق الطرف الآخر فهي تشوهه كلاعب عالمي، وتسيء لتاريخه، ولا تليق به، وستواجه من النقاد بالرفض، ونتمنى أيضاً أن تواجه من الحكام بالحزم والصرامة.
ولنا أن نتخيل لو أن كل كابتن فريق في دورينا فعل مثلما يفعله رونالدو, لأصبحت الفوضى في ملاعبنا لا حدود لها.
وكلمة أخيرة للنجم العالمي رونالدو: أنت قدوة للنشء والصغار من محبي كرة القدم، فيجب أن يتعلموا منك شرف المنافسة أولاً، واحترام القانون، واحترام الحكام، والمنافسين، ويجب أن يتعلموا منك أن كرة القدم منافسة شريفة داخل الملعب لا مجال فيها للكسب بطرق غير شرعية، أو بالتحايل، أو بالضغط على الحكام.
زوايا
** سلمان الفرج أخذ من الهلال أكثر مما أعطاه. كانت إدارات الهلال المتعاقبة تعاني الأمرين عند تجديد العقد الاحترافي معه بسبب مطالباته غير المنطقية ومبالغته في القيمة المالية، ومع ذلك كان ينال ما يطلبه. ولكنه للأسف لا يقدم في الملعب المردود الذي يوازي قيمة ذلك العقد.
**وعي جماهير الهلال شكّل علامة فارقة في مسيرة هذا النادي الذي أصبح اليوم كبير قارة آسيا ووصيف بطل أندية العالم. فمصلحة الكيان لديهم أكبر من أي شخص، سواء كان لاعباً مهما كانت نجوميته، أو إدارياً مهما كان اسمه، أو مدرباً مهما كان تاريخه.
** التجارب أثبتت أن أي لاعب يصل عمره الـ (35) عاماً ولا يستطيع أن يفرض نفسه أساسياً في تشكيلة الفريق فإن التخلص منه يصبح واجباً يجب أن يتم وبأسرع وقت. لأنه يتحول إلى صانع مشاكل ومصدر قلاقل للفريق ومزعج للمدرب والإدارة.
** هل عاد منصور البلوي للمشهد الرياضي من جديد لدعم الاتحاد في بطولة مهمة أم للإساءة للهلال؟ للأسف هناك من لا يستطيع التنفس رياضياً إلا بالإساءة.
** من يصدق أن جوالات المشجعين في المدرجات تظهر لقطات من المباريات أجمل مما يظهره الناقل الرسمي؟ عندما نصل إلى هذا المستوى فالصمت على ما يحدث مصيبة.
** بعض حمقى وسفهاء الإعلام الرياضي يحاولون الدخول بين إدارة ومدرب الهلال ولاعبه سلمان الفرج بتأليب الفرج لتوسيع فجوة الخلاف. من خلال النفخ والتمجيد والتفخيم في سلمان بكلمات لم يسمعها منهم من قبل.
** بالأمس كانوا يقولون هذا منتخب الهلال, وإلى متى وهذه الأسماء تبقى في الأخضر؟ واليوم سلمان الفرج هو كابتن المنتخب ونحن حريصون على مصلحته.
** هذا الأسبوع استقدم اتحاد الكرة الإماراتي الحكم الإيطالي دانييلي اورساتو الحائز على جائزة أفضل حكم في مونديال 2022 بقطر، لإدارة مباراة الوحدة والعين, مع التحية لاتحاد الكرة السعودي ورئيسه الذين قالوا بأن حكام النخبة في أوروبا يرفضون الحضور لدورينا لإنشغالهم في دورياتهم, وقد أثبت حضور اورساتو الإمارات أن ذلك القول غير صحيح إطلاقاً. نتمنى من مسؤولي اتحاد الكرة أن يكونوا أكثر شفافية مع الجميع، وأكثر صراحة ووضوحاً.