أحمد يوسف الراجح
برحيل الأمير بندر بن محمد بن سعود الكبير فقدنا أحد أهم رموز الحركة الرياضية في المملكة العربية السعودية، التي ساهمت في نهوض، وتطور الرياضة المحلية لتواكب العالم المتقدم، حيث عمل -رحمه الله- على تبني وصقل المواهب بكرة القدم على وجه الخصوص، وبقية الألعاب الرياضية المختلفة إبّان رئاسته لنادي الهلال الذي توج في عهده على العديد من الإنجازات والمشاركات الهامة.
تلك المسيرة الرياضية الطويلة المليئة بالإنجازات، والأرقام الصعبة والدعم المتواصل اللامحدود لجميع الإدارات التي عاصرها، أعطت لنا مثالاً رائعاً في أن قاعدة الأساس للعمل الرياضي هي الانتماء، والدعم للنادي وليس للأشخاص، تلك هي صفات ومقومات القيادي الناجح والتي كان يحملها الراحل ولذلك هو الرئيس الذهبي وعرّاب الهلال، ولن يغيب أبداً عن المشهد الرياضي السعودي.
ومن يسترجع فترة رئاسته يجد النهضة الشاملة في الناحية الإدارية والتنظيمية كان سابقاً لعصره يشكل بقربه من أعضاء الشرف، والجماهير وكان نموذجاً فريداً من نوعه في الولاء، والعمل الجماعي ليحقق جودة العمل الرياضي الحديث في وقت قل من يدرك معنى أهمية الرياضة والتنظيم الإداري والقيادي للرياضة والاستثمار.
تولى الأمير بندر بن محمد بن سعود الكبير -رحمه الله- رئاسة نادي الهلال في عام 1996م، وحتى عام 2000م، وتحقق على يده العديد من البطولات المحلية، والآسيوية وبرز عدد من اللاعبين إبان رئاسته للهلال حتى أن فريق كرة القدم بنادي الهلال في تلك الحقبة كان يملك أفضل جيل مرّ على النادي تاريخياً، وأفضل حقبة، وذلك لتتويجه بطلاً في عدد كبير من البطولات.
وعلى سبيل المثال لا حصر:
- كأس الكؤوس الآسيوية 1997.
- وكأس السوبر الآسيوي 1998.
- ولقب الدوري موسم 1997- 1998.
- كأس الأندية الخليجية عام 1998.
- دوري أبطال آسيا عام 2000م.
وعدة بطولات أخرى أبرزها كأس المؤسس، وكأس الاتحاد السعودي.
كان رحمه الله قريباً جداً من الأسرة الرياضية والعديد من طبقات المجتمع المختلفة، مثل الإعلامين والرياضيين بمختلف انتماءاتهم الرياضية.
كان يحاور، ويحترم الجميع حتى نحن المنتمين لنادي النصر، كان يداعبنا، متميزاً بصراحته الدائمة في كثير من المواقف واللقاءات التلفزيونية.
ورغم هذا كان يحارب التعصب والمتعصبين، ويدعو دائماً إلى الروح الرياضية لايفرق بين أحد، ويعطي كل ذي حق حقه، ولا يتوانى عن الأعمال الإنسانية سواء للاعبين أو غيرهم، والتي قد يجهلها الكثير.
في الحقيقة لا أستطيع أن أخفي حزني ومدى تأثري، ولكن هذه سنة الحياة، رحم الله صاحب تلك الابتسامة والبساطة ورحابة الصدر، رحم الله بندر بن محمد بن سعود الكبير الذي أعطى الكثير من عمره وجهده، ووقته، وماله خدمة لشباب الوطن وكان ذلك نابعاً من حبه وإيمانه بأن الشباب هم المستقبل سائلاً الله تعالى أن يجعل كل ما قدمه في موازين حسناته وأن يغفر له وأن يسكنه فسيح جناته.