أحمد بن علي آل مطيع
لله ما أعطى ولله ما أخذ وكل شيء عنده بمقدار {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}..
فقدت الأمم الإسلامية والعربية والخليجية أمير المكارم نواف الأحمد الجابر الصباح الذي أفنى زهرة شبابة ورياحين عمره ومقتبل حياته من أجل الكويت إنساناً ومكاناً.. شارك في الزرع ومسيرة البناء عبر سلسلة من الوظائف والمهام والأعمال والأشغال مسؤولاً مخلصاً وصادقاً أميناً محافظاً فوزيراً فنائباً لرئيس مجلس الوزراء فولياً للعهد فأميراً.
ظل الكويت مكاناً في وجدانه وفي فؤاده وإنسانًا في قلبه وفي عينه، خطط لرفعته ونفذ لتقدمه وواصل لمسيرته..
أحبه أهل الكويت وتغنوا بأمجاده وسعدوا بعهده الزاهر ونالهم الخير من تواضعه ونبله وكرمه وإنسانيته وشهامته وفروسيته..
قال ذات يوم أضعف أمام كبير السن وأمام صاحب الحاجة والمسكين..
فنوافٌ ضيا العقلِ البصيرِ
مواقفُهُ تجاهَ الشعبِ بذلٌ
ومعطاءٌ كذي الغيثِ الغزيرِ
لكي تبقى الكويتُ كويتَ مجدٍ
تميز بالحكمة والوعي وحسن الإنصات ودائماً يقوم بعمل توازن سياسي مرحلي بين المجلسين الوزراء والأمة بتطبيق الدستور وأعمال النظام وتوخي الأصلح والأفضل والأسلم في مسيرة الكويت الديمقراطية والدستورية والقانونية..
وكان يقف من الجميع على بعد مسافة متساوية في السلطة التشريعية والتنفيذية، يفكر دائماً في مستقبل الكويت واستمرار نهضته وتحقيق الإنجاز تلو الإنجاز ومواصلة المسيرة.
وأظهر -رحمه الله- أنه أمير المكارم حقاً في أواخر حياته عفا عن بعض السياسيين ورجال الأعمال لمصلحة الكويت..
ستين سنة فاعل خير
أما تدري أبانا كل فرع يجاري بالخطى من أدبوه
وينشأ ناشيء الفتيان منا على ما كان عوده أبوه
هكذا آل الصباح كابر عن كابر في خدمة الوطن الكويتي واستقرار دعائمه وتواصل مسيرته وتكامل احتياجاته يفدونه بالنفس والمال والولد..
إذا كان الشيخ جابر عرف بأمير الإنسانية والشيخ صباح أمير القلوب فالشيخ نواف عرف بأمير العفو..
عرف عهده بأنه قصير ثلاث سنوات ولكنها سمان في العطاء، العمل بصمت وهدوء بعيدًا عن الأضواء، تواضع حضاري مع الجميع، قربه من الشعب لدرجة أن عددًا كبيرًا منهم التقط صور سيلفي مع الراحل، تنظيم العمل الداخلي، المطالبة دائماً بحق الشعب، خلق الفرص التعليمية والوظائف لشباب الكويت، ساند المرأة في مسيرتها، اهتم بالجوانب الإنسانية والاجتماعية والثقافية، واكب الحراك في المنطقة في فتح آفاق التعاون، كان مع الخليج خير أخ للقادة، ومع العرب يهمه أمرهم ووحدة كلمتهم وتوحد صوتهم، ومع المسلمين داعم ومتعاون في سبيل نصرة قضايا المسلمين.
السعودية والكويت بلدان شقيقان، فقد وجه سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله ورعاه- لإقامة صلاة الغائب على الأمير نواف الأحمد الجابر الصباح في المسجد الحرام والمسجد النبوي،
كما وجَّه سيدي ولي العهد الأمين ورئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله ورعاه- لترؤس الوفد السعودي لتقديم واجب العزاء والمواساة.
كما أن الشعب السعودي قام بالتعازي عبر كافة وسائل الإعلام القديم والجديد في إطار خليجنا واحد.
بوفاة الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح فقد الجميع خير الرجال وأطيب الرجال ولكن الكويت ولادة بأهل الأصل والعمل والبناء والشموخ والتضحية والفداء، إذا مات أمير حمل الراية أمير فقام لها حباً في الكويت وخدمة للشعب الأمير مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت -وفقه الله وبارك في جهود مقامه الكريم..