د. عيسى محمد العميري
قد تبدو الكلمات غير حاضرة لفقيد الكويت في مصاب جلل أصابها برحيل أمير التواضع الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، وألهم الشعب الكويتي وأهله الصبر والسلوان في هذا المصاب الذي أصاب بلدنا. لقد فقدت الكويت أمير التواضع وحبيب الشعب. وإن الكلمات لتعجز أن تنطق أو تتكلم في هذا المصاب الجلل الذي أصاب الأمتين العربية والإسلامية والعالم أجمع. لقد كان رحيل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، طيب الله ثراه. رحيلاً مدوياً في العالم أجمع نظراً لما كان يشكله رحمه الله من أثر كبير في هذا العالم على الصعيد الإنساني الذي كان حاضراً في أي مناسبة أو أي حدث ويوصي بتقديم الدعم والعون كلما استدعت الحاجة أو كلما اقتضى الحدث هذه الضرورة.
لقد أفنى الفقيد حياته لخدمة أبناء وطنه من أي موقع ومسؤولية تولاها. منذ بداية خروجه للحياة العملية وتوليه المسؤوليات التي أوكلت إليه، فوراء كل صفحة من تاريخ دولة الكويت كانت بصمات الفقيد حاضرة فيها فهو ذلك الحكيم المتأهب دوماً لوقفة القائد الكبير مع أبناء وطنه. في معظم المحطات الفاصلة في تاريخ البلاد، فقد كانت ترسو على شاطئ الأزمات والثقة المتبادلة كل وسائل توفير الأمن والاطمئنان للشعب الكويتي.
إن مسيرة التنمية والنهضة في بلدي الكويت تشهد على ذلك الدور الكبير الذي ساهم فيه على جميع الأصعدة المحلية. ولقد أخذ الفقيد الراحل على عاتقه ترسيخ مبادئ أساسية في الكويت قوامها الاستقرار، جنباً إلى جنب مع مسيرة التنمية والنهضة الحقيقية في البلاد. وسعى أيضاً للخطط التنموية والاقتصادية أن تنجح. وتغلب على أخطر التحديات التي واجهت البلاد ورغم خطورة الوضع في منطقة يعلم الجميع مدى أهميتها في العالم أجمع. حيث رجحت التحليلات آنذاك أن تنزلق الأوضاع نحو الهاوية لتدخل في نفق مظلم، ولكن صرامة قرار وحكمة الفقيد حفظتا المؤسسات من الانهيار. تحقق لاحقاً الاستقرار التام، كان هدفه الأساسي تجنيب الكويت مخاطر أي تدخل خارجي. وركز في الكثير من اهتمامه نحو مجلس التعاون وبأن تتنادى الدول بعضها إلى بعض في حالات الخطر القصوى، كما أن مسيرة الكويت استمرت بفضل الأسس الراسخة التي بنيت عليها الدولة ومؤسساتها، هذه هي القوة التي رغب فيها الفقيد الراحل لمجتمعه ومحيطه ودولته، والتي كان يوصي بها دائماً لولي عهده والحكومات التي قام بتكليفها لاحقاً.
وفي ختام مقالنا هذا نتقدم بأحر التعازي القلبية الحارة للأمتين العربية والإسلامية، وإلى الشعب الكويتي خاصة، وإلى أسرة آل الصباح الكرام على هذا المصاب الجلل. رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جنانه. والله الموفق.
** **
- كاتب كويتي