محمد الخيبري
لا يمكن أن يختلف اثنان على أن نادي الهلال منجم للنجوم وأساطير الرياضة بالسعودية والركائز الأساسية في خارطة الألعاب الرياضية السعودية والحاضن النموذجي لهم..
وفي كرة القدم خاصةً قد يكون الهلال المستحوذ الأكبر على أغلب نجوم اللعبة المتميزين وأسياد الشهرة في منطقة الخليج والوطن العربي حتى وصلوا في الأفضلية على المستوى القاري وحتى على المستوى العالمي..
وقدر الجمهور الهلالي أن يرتبط بكل أحاسيسه وعاطفته ووجدانه مع صفوة نجوم الرياضة في السعودية على وجه العموم ونجوم كرة القدم على وجه الخصوص عبر التاريخ..
وقدر نجوم الهلال وهنا أعني «نجوم كرة القدم»! أن يتواجدوا في المنطقة الأكثر سخونة بين مطرقة المحبين والعاطفيين و»المشبحين» وسندان المنتقدين والمحللين وأصحاب الرأي والمساحة الضوئية الأوسع والأكثر انتشاراً..
وقدر هؤلاء النجوم أن تكون أخطاؤهم مهما صغرت ومهما كانت عفويتها ومدى تعمد ارتكابها وبغض النظر عن الأوضاع النفسية للنجوم أثناء ارتكاب الأخطاء إلا أن هذه الأخطأ يتم تناولها بشكل مختلف عن أي خطأ فني او رياضي أو شخصي..
في الغالب يتم «قولبة» خطأ النجم الهلالي في الوعاء الإعلامي بشكل يضمن تضخم هذا الخطأ حتى يكون «وجبة» إعلامية كاملة الدسم وطويلة الأجل وذات أبعاد متشعبة بشكل «أخطبوطي» يتكون من ردات فعل القوة الإعلامية والعاطفية الجماهيرية ومدى القدرة الإدارية لإدارة النادي لاحتواء الخطأ وصحته من عدمه..
على النقيض من ذلك يكون في الهلال في الغالب استمرارية لنجومية اللاعب في صفوف الفريق واستمرارية توهجه مع استمرارية المنافسات بالموسم بغض النظر عن الاحداث التي صاحبت مسيرته بالنادي..
وتعود هذه الاستمرارية للبيئة الصحية «الجاذبة» التي يتمتع ويتميز بها الهلال النادي الأكثر نجاعة في هذا الجانب إقليمياً وقارياً..
الإثارة الإعلامية في الغالب ظاهرة صحية إن لم تتجاوز حدود الواقع والمعقول وهذا ما نشاهده بكل أسف في أغلب القضايا التي تخص نجوم الهلال والتي تضخم بشكل غير مبرر وغير معلوم التوجه ومدى الاستفادة من تضخمه وجعله محوراً اساسياً للإثارة..
التظاهرة الغريبة التي يقودها «بعض» الإعلاميين والمؤثرين من الجماهير المنتمية للأندية المنافسة للهلال دون تحديد هي حتماً لا تخدم رياضتنا بشكل عام وكرة القدم السعودية بشكل خاص..
علماً بأن بعض الأصوات تكون غامضة المعاني والأهداف لأنها تتعامل مع «مشكلة» النجم الهلالي بحسب المعطيات الإعلامية والجماهيرية مستغلة مواقع التواصل الاجتماعي في إيصال آرائهم التي تبدأ «بشطحات» رياضية تستمر وتتكاثر وتتحول «بيلوجياً» لأفكار هدامة الغرض منها قتل مبدأ التنافس الشريف على الأقل بين الجماهير..
تلك الأصوات إن شاهدت وتابعت الاتجاه الجماهيري والإعلامي الأزرق في اتجاه نقد وانتقاد اللاعب ذهبوا إلى الدفاع عنه بكل قوة ومحاولة إثبات «قمع» الهلاليين لنجمهم والعكس «صحيح» بكل تأكيد..
محاولة قتل مبدأ التنافس الشريف بدم بارد ومحاولة استفزاز عاطفة الجمهور البريئة التي تفتقد لأساليب المكر الإعلامي الذي تحول لثقافة احتضنتها برامجنا الرياضية..
قشعريرة
أسبوع حزين وأيام عصيبة مرت على رياضتنا السعودية والبيت الهلالي برحيل سمو الأمير «بندر بن محمد» الرئيس الذهبي بل الألماسي للنادي والذي غادر الدنيا بعد صراع مع المرض..
بعد رحيل الأمير بندر بن محمد «رحمه الله» اتضح لنا أنه يحظى بحب احترام أغلب الوسط الرياضي والاجتماعي والاكاديمي الذي يعد الأمير بندر نموذجاً للقائد المحنك والمدير المتواضع والذكي وأحد مؤسسي الفكر الإداري السليم بالوسط الرياضي..
إضافة إلى ذلك فإن الامير بندر رحمه الله محاور جيد للإعلام وضيف محبب وذو محتوى إعلامي مرغوب وذو تصاريح قوية تحتوي على عبارات رنانة ذات أبعاد وعمق مفهوم ومبسط وقوي وملجم ومقنع..