د.عبدالعزيز بن سعود العمر
العدل والمساواة (Justice and Equality ) من المفاهيم التي ارتبطت بأهداف العديد من الحركات الإصلاحية العالمية المعاصرة، وارتبطت كذلك بقيام نظام عالمي إنساني جديد، وهذان المفهومان (أي العدل والمساواة) يلتبسان اليوم على كثير من الناس. وفي هذا الشأن برز في عالم التعليم تحديدًا مفهوم (العدالة الاجتماعية) ليؤكد أهمية توفير فرص التعليم النوعي أمام أجيال المتعلمين، بما يضمن الرفع من مستوى جودة حياتهم، وتعزيز مشاركتهم المجتمعية.دعونا ندلف إلى وحدة اجتماعية صغيرة (فصل في مدرسة) لنتعرف عن قرب على مفهومي العدل والمساواة هناك، في هذا الفصل المدرسي ليس من العدل إطلاقًا أن يساوي المعلم بين طالبين (مختلفين في القدرة) فيما يخصصه هذا المعلم من وقت وجهد لكل منهما، وهذا إجراء منطقي، فهناك طلاب يحتاجون من المعلم وقتاً أطول وجهدًا أكبر من غيرهم لكي يتعلموا المحتوى المعرفي نفسه. وهنا بجب أن نؤكد أنه لا يمكن محاكمة جميع الطلاب باختلاف قدراتهم على معيار واحد.
يقول أحد التربويين «لو أردتَ أن تحكمَ على قدرة سمكة من خلال قدرتها على تسلق شجرة فستبقى السمكة بقية عمرها تعتقد أنها معاقة أو غبية»، ولا جدال أن المعلم يحتاج إلى احترافية مهنية عالية لكي يوزع جهده ووقته على طلابه (بالعدل) وليس (بالمساواة).