«الجزيرة» - الاقتصاد:
شهدت أسعار النفط الخام والغاز الأوروبي ارتفاعاً يوم الاثنين الماضي بعد أن انضمت العديد من الشركات، بما في ذلك بريتيش بتروليوم وإيكوينور، إلى قائمة شركات الشحن التي أوقفت الشحن عبر البحر الأحمر نتيجة الهجمات شبه اليومية التي يشنها الحوثيون المدعومون من إيران. دفعت هذه التطورات سوق التأمين البحري في لندن إلى توسيع المنطقة التي تعتبرها عالية المخاطر في البحر الأحمر، مما قلل من مرور السفن عبر الطريق الذي يعتبر الأقصر إلى أوروبا من الشرق الأوسط وآسيا عبر قناة السويس. وذلك وفقاً لتقرير بنك ساكسو.
وتعتبر الهجمات التي شنها الحوثيون دعماً لحماس التطور الأحدث الذي تشهده الحرب التي تشنها إسرائيل على حماس، وفي حين أن هذه التطورات قد تشكل تهديداً على الإمدادات على المدى القصير حيث يتعين على السفن الإبحار حول إفريقيا، مما سيؤدي إلى زيادة المدة التي تستغرقها الرحلات وبالتالي تأخير شحنات البضائع، فإن خطر حدوث تأثير دائم يبدو محدوداً في هذه المرحلة. حيث أعلن وزير الدفاع الأمريكي أوستن عن خطط لإنشاء فرقة عمل بحرية جديدة تهدف إلى حماية السفن التجارية من الهجمات. وساعد هذا الإعلان في إيقاف الارتفاع في الأسعار الذي شهده يوم الاثنين مع بعض التراجع الذي شوهد اليوم، خاصة في مجال الغاز.
تتطلب الرحلات الأطول عدداً أكبر من السفن ومع احتمال ارتفاع أسعار الشحن نتيجة لذلك، فإن مالكي السفن هم أكبر المستفيدين من هذا الوضع. حيث قفز مؤشر الشحن العالمي الذي يتتبع أداء الأسهم من الشركات العاملة في مجال النقل البحري بنسبة 10%منذ انتشار الأخبار يوم الجمعة. على سبيل المثال، قفزت أسهم شركة ميرسك الدنماركية، وهي واحدة من أكبر مالكي سفن الحاويات في العالم بنسبة 18 %، بعد تعرضها لضغوط مؤخراً نتيجة التباطؤ في الاقتصادي العالمي وارتفاع الطاقة الاستيعابية. حولت حوالي 46 سفينة حاويات، اعتباراً من أمس، مسارها نحو رأس الرجاء الصالح بدلاً من عبور البحر الأحمر، بينما تأخرت 78 سفينة حاويات أخرى وانتظرت أوامر أخرى قبل العبور.