خالد بن حمد المالك
يتحدث الإسرائيليون عن أنهم يواجهون قتالاً شرساً من الأنفاق في غزة، وأن عناصر حماس يخرجون منها ويقاتلون جيش العدو، ما جعل عدد القتلى من الإسرائيليين أكثر من 150 قتيلاً منذ بدء الحرب البرية، وفقاً للمصادر الرسمية الإسرائيلية.
* *
ومع أن عدد الشهداء من المدنيين الفلسطينيين تجاوز الـ20 ألفاً، وعدد المصابين أكثر من 50 مصاباً، وتم هدم أكثر من 55 ألف وحدة سكنية، فإن إسرائيل ما زالت تواصل حربها العشوائية، ويقول الرئيس الأمريكي إنه لم يطلب من رئيس وزراء إسرائيل وقف القتال.
* *
ولا تكتفي أمريكا بذلك، وإنما تمارس في مجلس الأمن استخدام حق النقض في كل قرار لوقف القتال، وفي مشروع القرار الأخير تدخلت واشنطن وعدلت فيه، وقبلت بقية الدول بالصيغة المعدَّلة لتمرير إقراره، عوضاً عن استخدام أمريكا للفيتو.
* *
قصة هذه الحرب تحكي عن أن الولايات المتحدة الأمريكية شريك فيها، وأنها ضد حقوق الإنسان، وحرية الإنسان، وضد الديمقراطية، وهي التي تتشدق بها، وتعسّفها لصالح أهدافها المشبوهة، بدليل موقفها من هذا العدوان الإسرائيلي الظالم.
* *
وبينما يتحدث العالم، دولاً وشعوباً، عن قلقه من هذه الحرب، ودعوته لحماية المدنيين الفلسطينيين، والشعور بمعاناة الفلسطينيين من عدوان إسرائيل، فإن مجلس الأمن يتحمل المسؤولية في ذلك، لأنه لم يستطع احتواء هذه الحرب، ومن تداعياتها على حياة المواطنين الفلسطينيين، حيث لا تتوقف الغارات التي تستهدف المنازل بمن فيها.
* *
إن مجلس حكومة الحرب المصغرة بكل ما أقدمت عليه من جرائم، ومن قتل للأبرياء، ومن أعمال وحشية، على مدى شهرين ونصف الشهر، لا يراها وزير الأمن القومي في الحكومة الإسرائيلية (بن غفير) كافية، ويلوّح بالخروج منها إن لم يتحقق انتصار حاسم، وله الحق أن يهذي بذلك طالما أن أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا شركاء لإسرائيل في هذا الهجوم على قطاع غزة.
* *
تحاول إسرائيل وحلفاؤها لذر الرماد بالعيون، ورفع معنويات جيش العدو المنهار بإعطاء معلومات غير صحيحة عن سير المعارك، والتأكيد على أن أهداف إسرائيل في تحرير الأسرى، واستعادة قطاع غزة من حماس، وجعل أمنها في أيدي الإسرائيليين، هي مسألة وقت ليس إلا، غير أن هذه المعلومات المضللة لم تقنع ذوي الأسرى بمصداقية المصادر الإسرائيلية وحلفائها أمام أعداد القتلى بشكل يومي بين الإسرائيليين.
* *
العالم أصبح على يقين بأن أمريكا وحلفاءها في هذه الحرب، يتعاملون وفق ازدواجية في المعايير، بدليل تباين الموقف بين ما يجري في أوكرانيا وبين هذه الحرب في غزة، ما جعل من غياب العدل، والإنصاف، وعدم وقوفهم مع الجميع في مسافة واحدة، وصمة عار وخزي لكل ظالم افتقد إلى الضمير، والحس الإنساني، وتعامل بهذه القسوة كما هو مُشاهد في حرب غزة.