سلمان بن محمد العُمري
هذه اللفظة الدارجة تقال في الغالب لمن يرافق شخصاً يتعهد لمرافقه أن يكفيه كافة المؤونة في الطريق أو السفر، وهي مما يتردد لفظه عند بعض من يسافرون ويشرقون ويغربون وهم لا يملكون شيئاً ويأتي من يتكفل لهم بكافة نفقات سفرهم.
واليوم هناك فئة «مرتزقة» من البشر وإن كانوا يصنفون ضمن صفة الأغنياء ولكنهم يترزقون بمن يحفل بهم ويتكفل بسفرهم، ولنقل بالميمات الثلاث «منقول، ومحفول، ومكفول» بل ويزيدون على ذلك أنهم يقبضون ثمن سفرهم مقدماً ومؤخراً، وهؤلاء من يسمون بفئة «المشاهير» على وسائط التواصل الاجتماعي؛ فكثير من هؤلاء أصبحوا يسافرون إلى العديد من الدول من أجل الدعاية للبلدان وما بها من منتجعات أو فنادق أو مطاعم أو مصحات علاجية أو أماكن نزهة مقابل مبالغ مادية، ويتم إسكانهم واطعامهم في أفضل الأماكن من أجل إبراز هذه المواقع، بل وربما أخفوا المساوئ والعيوب وأوقعوا الناس في فخ الغش والخداع والوهم؛ فهم يسافرون وتكون سفراتهم مدفوعة مع مبالغ إضافية تدخل في جيوبهم وأرصدتهم ليعلنوا عن هذا البلد أو ذاك؛ فهم يتمتعون بهذه الرحلات ولم يخسروا ريالاً واحداً، ويستفزون الضعفاء والمساكين ممن لا حول لهم ولا قوة ولا قدرة على السفر فيستثيرونهم فيلجؤون للاستدانة والاقتراض من أجل السفر، ولربما تسببوا أيضاً في خراب البيوت لمن لا يرغب في تحقيق رغبات زوجته وأبنائه وحتى الخراب لا يقف عند هذا الحد، بل تعداه إلى صدور سلوكيات من قبل بعض المعلنين والمعلنات تتنافى مع تعاليم ديننا وعاداتنا وتقاليدنا والقيم التي ألفناها، وربما صدر منهم إساءات وتشويه لصورة المجتمع السعودي وسلوكياته الرزينة، والبعض منهم يخالف حتى الأنظمة المعمول بها في تلك الدول، وربما يتم التغاضي عنه لأنه معلن، ولكن حينما يسافر شخص آخر ويقلد ما قام به المعلن ربما تم ايقافه وحجزه وإصدار عقوبة عليه.
وأتمنى أن يتم وضع ضوابط للمعلنين والسنابيين بعدم عمل أي إعلان وتسويق للسياحة الخارجية سواء للدول أو الفنادق أو المطاعم والمصحات العلاجية أو مواقع التنزه حتى يتم أخذ رخصة خاصة على كل عمل إعلاني؛ فليس من حق هؤلاء أن يعلنوا لدول مجاورة أو صديقة أو بعيدة، وأن يتم قصر إعلاناتهم على العمل المحلي الداخلي، وذلك حماية للمواطنين أولاً وعدم التغرير بهم لبعض المواقع والأماكن؛ فكم من مسافر ذهب ضحية لمصحة علاجية غير جيدة أو فنادق أو مطاعم تفاجؤوا بخدماتهم السيئة وأسعارهم الباهظة وتحملوا تكاليف إضافية لم يحلموا بها، وكذلك حماية للضعفاء والمساكين الذين يرون السنابيين يتلذذون بالمآكل والمشارب وهم لا يستطيعون تأمين وجبة عشاء في مطعم محلي؛ فكيف بالمطاعم والمآدب الخارجية والحفلات والمنتزهات، وغير ذلك.