عثمان أبوبكر مالي
أقصد بالحرس القديم (اللاعبين الأجانب) الأربعة الذين أبقاهم نادي الاتحاد في صفوف فريق كرة القدم، بعد مرحلة الاستقطاب التي تمت من قبل اللجنة، ومعهم بعض الإداريين (التنفيذيين) والمستمرين في (مكاتبهم) وفي أداء بعض أعمال ميدانية، بعد مرحلة (إدارة شركة النادي) وحتى بعد حضور الرئيس التنفيذي (الخواجة).
الثابت لدى اتحاديين على قدر كبير من المتابعة الدقيقة للنادي وأموره، بل هم على علاقة و(صلة) به وأعضائه وبعض لاعبيه (خاصة الأجانب) أن الاستقطاب أثر بشكل عكسي وسلبي كبير على (علاقة) اللاعبين الأجانب الموجودين مع الفريق واستمروا في اللعب له بعد الاستقطاب، خاصة أولئك الذين تم (تمديد) عقودهم في الفترة ما بين ديسمبر 2022 - مارس 2023م ) وجاء التمديد بعقود (محسنة) وقبل انطلاقة الموسم، مع بداية فترة الاستقطاب (السخية) بالعقود (المليونية) الكبيرة التي تم بها إحضار اللاعبين الأجانب (الجدد) سواء الذين حضروا في صفقات (انتقال حر) أو الذين تم التعاقد معهم بعد كسر عقودهم (الباهظة) سواء في الاتحاد أو الأندية الثلاثة الأخرى، فداخل الشعور لدى بعض أولئك اللاعبين أنه (غرر) بهم من إدارة النادي (السابقة) وأنها كانت على علم ببرنامج الاستقطاب الجديد، وغضبوا غضباً شديداً، لاعتقادهم أنهم (خدعوا) بعروض التمديد التي قدمت لهم رغم أنها كانت (مجزية) لكنها لا تتساوى مع العقود (الجديدة) التي قدمت للاعبين الذين تم إحضارهم في برنامج الاستقطاب، أمثال الثنائي (جوتا وفليبي) وتحدث بعضهم (صراحة) في الموضوع مع الإدارة غير الربحية متذمرين بشدة أمام أمر أصبح واقعاً عليهم.
ويبدو أن ذلك انعكس على أداء ومستوى بعضهم، وداخلهم إحباط كبير (لعل مستوياتهم تفسر ذلك) وانعكس ذلك أيضاً على علاقتهم بزملائهم الجدد واتضح في بعض المباريات والمواقف من خلال التعاون وفي بعض الإشكالات التي حدثت، والأمر لا يختلف كثيراً عند اللاعبين الآخرين الذين لم يتم (تمديد عقودهم) رغم أن بعضهم أمضى سنوات أكثر من زملائهم الغاضبين، وهؤلاء لم تمدد ولم تحسن عقودهم ولم يتم تقديم عروض لهم.
أما الحرس القديم من الإداريين، فهم أولئك الذين استمروا في أعمالهم نفسها حتى مع حضور (الرئيس التنفيذي) الجديد، مما يعني استمرار (المعلومات) وربما الاستشارات التي تقدم له، رغم الملاحظات (القوية) التي كانت ضدهم والتي أهمها أن انتماءاتهم وولاءهم لشعارات وألوان أندية أخرى (منافسة).
والسؤال الذي لايزال يطرحه كل اتحادي؛ هو كيف ستتعامل (إدارة شركة النادي) مع هذه المعضلة الكبيرة، وهل هي لم تتوصل إليها من تلقاء نفسها، ومن خلال وجودها أو بعض أعضائها داخل النادي طوال قرابة ستة أشهر كاملة؟ والسؤال المرادف متى يتخلص النادي من (الحرس الإداري القديم) الذي بالإجماع هو أحد أهم أسباب عرقلة العمل الإداري سابقاً بكل اشكاله؟
كلام مشفر
« الإحباط الذي أصاب بعض لاعبي الاتحاد الأجانب السابقين، أمر طبيعي، فحتى إذا كان البعض سيقول إنهم لاعبين محترفين ووقعوا عقوداً، والعقد (شريعة المتعاقدين) وهذا صحيح، إلا أنه في النهاية اللاعب بشر، مؤكد أنه سيتأثر وتكون له ردة فعل، خاصة إذا صادفهم ما حصل لزملائهم الجدد من عدم توفيق أو رضا بل عدم قبول الجماهير للبعض منهم.
« حتى مدرب الفريق السيد نونو سانتو، الذي تم إلغاء عقده، ربما كان لديه إحساس بالامتعاض من قرار تحسين وضعه، الذي تم نهاية الموسم الماضي بعد أن حقق بطولتي الدوري والسوبر، وذلك بعد حضور مدربين أوروبيين إلى أندية أخرى، بعضهم أقل منه شهرة وتاريخاً، إلا أنهم حضروا بعقود كبيرة، تصل إلى ضعف عقده المحسن.
« أرى أن فترة التسجيل الحالية (الفترة الشتوية) فرصة سانحة للتخلص من هذه المشكلة، والظاهرأن الأمر ينتهي بمغادرة أولئك اللاعبين - الواضح تذمرهم من خلال تراجع مستوياتهم - صفوف الفريق، إما بالتراضي أو بالانتقال إلى أندية أخرى واستبدالهم بلاعبين غيرهم هذا إذا كان هناك (رغبة) في عودة العميد إلى العطاء ومقارعة الفرق الأخرى بل ومنافستها.
« قرار أن لاعب الاستقطاب الذي يأتي في الصيف لا يذهب في الشتاء (إن كان صحيحاً) لا ينطبق على لاعبي (الحرس القديم) المنتظر استبدالهم في الاتحاد فبعضهم أمضى أكثر من أربع سنوات، والحل مغادرتهم إما بالإلغاء أو بالتراضي.