«الجزيرة» - محمد العيدروس:
ارتفع عدد السعوديات القياديات في السلك الدبلوماسي إلى 6 سفيرات في الخارج، يمثلن المملكة باقتدار في المحافل الدولية كافة، خاصة بعد أن عززت المملكة بقيادة خادم الحرمين، وسمو ولي العهد -حفظهما الله-، من دخول المرأة السعودية مجال السلك الدبلوماسي كسفيرة.
وتتميز السفيرات السعوديات في الخارج بقدرات لافتة في العمل السياسي والاقتصادي، بما يمتلكنه من خبرات أكاديمية ومهنية، إلى جانب إتقانهن فن التفاوض والتباحث.
وجنباً إلى جنب أيضاً، تضم السفارات والممثليات السعوديات في الخارج، مجموعات لا بأس بها من الدبلوماسيات المؤهلات، ولكن بدرجة أقل من سفيرة.
(الجزيرة) تفتح ملف السفيرات السعوديات، وتقرأ المشهد عن قرب لكلٍّ من الأميرة «ريما بنت بندر آل سعود» التي تولت مهام السفارة السعودية في واشنطن، لتصبح -آنذاك- أول امرأة بمنصب سفيرة، ولتنضم إليها لاحقاً «آمال المعلمي» سفيرة لدى النرويج، و«إيناس الشهوان» سفيرة لدى السويد، ثم نسرين الشبل سفيرة لدى السويد، ثم هيفاء الجديع رئيسة البعثة السعودية لدى الاتحاد الأوروبي.
وأخيرا، الأميرة هيفاء بنت عبدالعزيز آل مقرن، التي تمثل المملكة كسفيرة لدى إسبانيا
«نسرين الشبل» في السويد
تعد «نسرين الشبل» إحدى الشخصيات السعودية النسائية التي تمتلك خبرة متميزة، من خلال عملها كإحدى منسوبات وزارة الخارجية منذ أكثر من 16 عاماً، والتي تولت خلالها العديد من المهام الدبلوماسية الدولية، وشغلت مناصب مهمة متنوعة، ومن أبرزها توليها منصب مدير إدارة الترشيحات بوزارة الخارجية، ومنصب رئيس شعبة بعثة المملكة العربية السعودية لدى الاتحاد الأوروبي.
وتميزت نسرين الشبل بمشاركاتها الدولية، ومن أبرزها مشاركتها من خلال منصبها كرئيسة قسم مكافحة الإرهاب وغسيل الأموال في بعثة المملكة العربية السعودية لدى الاتحاد الأوروبي.
وحصلت نسرين الشبل على درجة الماجستير في العلوم السياسية من جامعة بروكسل الحرّة، وعملت كمديرة لإدارة الترشيحات بوزارة الخارجية في الفترة من أغسطس 2016 حتى يوليو 2018. وفي يوليو 2018، تقلّدت منصبها الجديد، كرئيسة شعبة، ضمن بعثة المملكة لدى الاتحاد الأوروبي، وكانت قد أدّت اليمين الدستورية أمام الملك سلمان بن عبدالعزيز، في يناير الماضي، لتصبح سفيرة لدى جمهورية فنلندا.
وتعبر السفيرة الشبل قائلة: أتقدم بالشكر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولسمو ولي عهده -حفظهما الله-، على الثقة الملكية الكريمة، داعيةً المولى -عزّ وجل- أن أكون عند حسن الظن، وأن يعينني على أداء عملي على أكمل وجه، كما أشكر سمو وزير الخارجية على دعمه منسوبي وزارة الخارجية.
وبعد تقديم أوراق اعتمادها كسفيرة لدى إستونيا، شاركت الشبل صورة نشرها الرئيس ألار كاريس على Twitter تجمعهما، وعلّقت عليها: أعرب عن تقديري لسعادتكم على ترحيبكم الحار.. أنا ملتزمة بتعزيز وتقوية علاقاتنا الثنائية بهدف تحقيق الازدهار والنجاح المتبادلين.
هيفاء الجديع ابنة أسرة دبلوماسية للاتحاد الأوروبي
هيفاء بنت عبدالرحمن الجديع؛ هي دبلوماسية سعودية، عُينت في يناير من عام 2023 سفيرة، ورئيسة البعثة السعودية إلى الاتحاد الأوروبي، وإلى الجمعية الأوروبية للطاقة الذرية.
وقد عملت هيفاء الجديع في قطاع الدبلوماسية والإعلام في عدة محطات، حيث عملت كعضو في الفريق التنفيذي في المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام، وشغلت منصب الرئيس التنفيذي لمركز الأبحاث «إس آر إم جي ثينك»، التابع للمجموعة السعودية.
كما عملت الجديع في مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، وكانت ضمن الفريق السعودي في الأمم المتحدة ومجلس الأمن. وأشرفت خلال مسيرتها المهنية على الإدارة العامة للعلاقات الدولية في وزارة السياحة السعودية.
والجديع حاصلة على درجة الماجستير في حل النزاعات والتفاوض من جامعة كولومبيا، ودرجة الماجستير في العلاقات الدولية. كما تنحدر هيفاء من أسرة دبلوماسية، فوالدها هو الدبلوماسي عبدالرحمن بن محمد الجديع الذي سبق أن كان سفيراً للسعودية في السويد وأيسلندا والمغرب والنرويج.
وعملت في مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، ثم مستشارة لوزارة الخارجية السعودية، ثم انضمت إلى السفارة السعودية في واشنطن العاصمة كمدير للدبلوماسية العامة. وقبل تعيينها في المنصب الجديد، كانت عضوًا في الفريق التنفيذي للمجموعة السعودية للأبحاث والإعلام SRMG، وشغلت منصب الرئيس التنفيذي لـSRMG Think للدراسات.
آمال المعلمي.. عاشقة للصحافة وتربوية
آمال بنت يحيى المعلمي؛ سفيرة المملكة لدى كندا منذ 17 نوفمبر 2023، وكانت سابقًا سفيرةً للمملكة لدى النرويج من 20 أكتوبر 2020 إلى 17 نوفمبر2023، وهي ثاني امرأة تتولى منصب سفيرة في تاريخ المملكة، بعد الأميرة ريما بنت بندر، وشغلت المعلمي -سابقاً- منصب مدير عام المنظمات والتعاون الدولي في هيئة حقوق الإنسان السعودية، وهي مساعدة الأمين العام لشؤون المرأة في مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، كما أنها مدربة معتمدة من الأكاديمية الدولية للتدريب والتنمية في كندا، ومدربة مدربين في منظمة اليونيسكو لبرنامج الحوار من أجل السلام، ومدربة مدربين في منظمة الكشافة العالمية لبرنامج رسل السلام، كما أنها حاصلة على زمالة مركز الدراسات الإسلامية بجامعة أوكسفورد في بريطانيا.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن السفيرة المعلمي، سبق أن أمضت أكثر من 20 عاماً في الحقل التربوي والتعليمي والتدريب والتنمية الاجتماعية، كما تأتي ابنة مدينة القنفذة في منطقة مكة المكرمة للمنصب من خلفية عائلية قريبة من العمل في مجال تمثيل المملكة في الخارج، فهي أخت عبدالله يحيى المعلمي؛ الممثل الدائم للسعودية في الأمم المتحدة، وابنة الأديب الفريق الراحل يحيى بن عبدالله المعلمي مساعد مدير الأمن العام في السعودية، وعضو مجمع اللغة العربية في القاهرة.
وتحمل السفيرة الجديدة شهادة دراسات عليا في الاتصال الجماهيري والإعلام من «جامعة دنفر» في الولايات المتحدة الأميركية، وبكالوريوس آداب، تخصص لغة إنجليزية من جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن في السعودية، بالإضافة إلى زمالة مركز الدراسات الإسلامية في جامعة «أكسفورد» في المملكة المتحدة. كما بدأت حياتها المهنية قبل أكثر من 20 عامًا، في المجال التربوي والتدريب والتنمية الاجتماعية، حيث عملت معلّمة لمدة 5 سنوات، وموجّهة لمدة 8 سنوات.
وللسفيرة المعلمي مشاركات في عدد من المؤتمرات الدولية والمحلية كمتحدثة،وقد بدت سعيدة بما حققته من طموحات بدءًا من عشقها للصحافة، ثم عملها مدرسة براتب متواضع في بداية حياتها، وصولاً إلى تقلدها منصب سفيرة.
السفيرة إيناس الشهوان
إلى الرياض كانت أولى رحلات سفيرة المملكة لدى مملكة السويد، فمن الخفجي للرياض طالبة في جامعة الملك سعود، درست في قسم الحاسب الآلي، ثم قدمت على وزارة الخارجية في مسابقة وظيفية، واختيرت هي وزميلاتها الـ14، وكانت أولى خطواتهن نحو المهمات الدبلوماسية، لقاء الخبير المحنك وهرم السلك الدبلوماسي، وزير الخارجية السابق الأمير سعود الفيصل -رحمه الله-.
إيناس بلا قبعة الدبلوماسية تستنشق الهواء النقي، وتستمتع بجمال الطبيعة لدقائق معدودة صباحًا من دار سكن السفير في ستوكهولم، قبل الانطلاق إلى العمل كسفيرة خادم الحرمين الشريفين في السويد وأيسلندا.
تحب القيام بأنشطة مع أبنائها رسيل وفيصل وحمد. كان انتقالها للعمل في سفارة المملكة العربية السعودية لدى أستراليا أولى محطاتها الدبلوماسية. وتولت الشهوان خلال فترة عملها في الوزارة الممتدة لأربعة عشر عامًا، عدداً من الملفات السياسية المهمة، كما شاركت في تمثيل المملكة في عديد من المحافل الإقليمية والدولية، كالجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، ومجلس حقوق الإنسان في جنيف.
وهي عضوة في الدفعة الأولى من برنامج قادة المستقبل، الذي أطلقته وزارة الخارجية عام 2017، وحاصلة على شهادة برنامج القيادة الناشئة من جامعة هارفارد. وهي أول امرأة تتولى منصب مدير إدارة في وكالة الوزارة للشؤون السياسية والاقتصادية.
وأثناء عملها في أستراليا عام 2008، وإلى جانب قيامها بمهامها، درست إيناس الماجستير، فنالت الدرجة، وذلك في مجالين مختلفين؛ الأول عملها، والآخر تخصصها الجامعي.
وفي مجال التعليم والتدريب أسهمت الشهوان في تدريب عدد من موظفي الوزارة والقطاعات الحكومية المختلفة، عبر تقديم محاضرات وورش عمل في مجال العلاقات الدولية.
وتنظر إيناس بإيجابية إلى جهود وزارة الخارجية في تمكين الدبلوماسيات، وتشيد بالكفاءات في هذا المجال، وتتطلع إلى تعيين مزيد من السفيرات خلال المستقبل القريب.
والتحقت الشهوان بوزارة الخارجية السعودية عام 2007، وهي أول سيدة تشغل منصب سفير من السلك الدبلوماسي، وشغلت عدداً من المناصب في الوزارة، كان آخرها مستشار نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية. كما تعد أول سيدة تتولى منصب مدير إدارة في وكالة وزارة الخارجية للشؤون السياسية والاقتصادية، وتولت عدداً من الملفات السياسية المهمة، وشاركت في تمثيل المملكة في العديد من المحافل الإقليمية والدولية.وحصلت الشهوان على شهادة الماجستير في مجال العلاقات الدولية من أستراليا، وهي عضو الدفعة الأولى من برنامج قادة المستقبل الذي أطلقته وزارة الخارجية عام 2017، وحاصلة على شهادة برنامج القيادة الناشئة من جامعة هارفرد.
ريما بنت بندر.. سفيرة ابنة سفير
الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان بن عبدالعزيز سفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الأمريكية بمرتبة وزير، منذ 23 فبراير 2019؛ وهي أول امرأة تشغل منصب سفير في تاريخ المملكة، وسبق أن ترأست الإدارة النسائية للهيئة العامة للرياضة السعودية، وعُرف عنها قدرتها البارعة في التفاوض والتواصل المجتمعي.
ولدت في الرياض عام 1975، وشغلت وظيفة كبير الإداريين التنفيذيين لعدة سنوات في شركة ألفا العالمية المحدودة، وهي واحدة من كبرى الشركات الوطنية، وتم اختيار الأميرة ريما في شهر سبتمبر 2014م ضمن قائمة مجلة «فوربس الشرق الأوسط» لأقوى 200 امرأة عربية.
أطلقت سموها مبادرة KSA10؛ وهي مبادرة مجتمعية، تهدف إلى رفع درجة الوعي الصحي الشامل، والتي تكللت بتنظيم فعالية ضخمة، ضمت أكثر من 10 آلاف امرأة في شهر ديسمبر من عام 2015م في الرياض، شاركن فيها بتشكيل أكبر شريط وردي بشري في العالم، يرمز إلى شعار مكافحة سرطان الثدي. وبذلك تمكنت المبادرة من الدخول إلى كتاب «غينيس» للأرقام القياسية العالمية، بالإضافة إلى الفوز بعدة جوائز دولية في مجال العلاقات العامة والاتصال.
وقالت الأميرة ريما بنت بندر خلال إحدى حلقات بودكاست إن لحظة اختيارها لمنصب سفيرة المملكة بواشنطن، كانت أكثر الأيام عاطفية بالنسبة لها، وعلامة على تغير مسار حياتها تماماً، مشيرةً إلى أنها كانت تحلم بتقديم كل ما لديها من أجل الوطن، لكن لم تفكر في أن تكون سفيرة. وأكدت أن هذا الجيل تقع على عاتقه مسؤولية نقل رؤيته ودافعه للعمل إلى الجيل الذي يليه، ومدى التحديات والصعاب التي واجهها جيل 2030 في بناء المستقبل الخاص بالمملكة. وأضافت أن شخصية والدها الأمير بندر بن سلطان كان بها جانبان؛ الجانب العام، وهو يخص الدبلوماسي، والجانب الشخصي، فهو يعد أطرف رجل قد تقابله في الحياة، كما أنه شخص بارع للغاية، وذو قصص استثنائية، وتفتخر به كثيراً.
ونصحت الشعب الأميركي بالتعرف بصورة أكبر على المملكة؛ فهي كبيرة وجميلة وفخمة وشعبها مذهل، مؤكدةً أنها تواصل العمل على نقل الصورة في مختلف مناطق أمريكا بشأن المملكة.
هيفاء المقرن سفيرة لدى إسبانيا
الأميرة هيفاء بنت عبدالعزيز آل مقرن، التي تمثل المملكة كسفيرة لدى إسبانيا -حالياً-، هي السفيرة رقم 6، وشغلت -سابقاً- منصب المندوبة الدائمة للمملكة لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو).
وهي حاصلة على درجة البكالوريوس في الاقتصاد من جامعة الملك سعود عام 2000، وعلى درجة ماجستير العلوم في الاقتصاد من مدرسة الدراسات الشرقية والإفريقية (SOAS) في لندن، المملكة المتحدة عام 2007.
ولسمو السفيرة خبرات اقتصادية متراكمة، حيث شغلت -في وقت سابق- منصب الوكيل المساعد لشؤون التنمية المستدامة، والوكيل المساعد لشؤون مجموعة العشرين في وزارة الاقتصاد والتخطيط، كما عملت في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لمدة سبع سنوات، غطت خلالها مجالات متعلقة بالتنمية الاجتماعية وحقوق الإنسان، وقبيل ذلك كمحاضرة في جامعة الملك سعود.
وقد كرمها الملك سلمان بن عبدالعزيز، بمنحها وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الممتازة، في 28 شعبان 1442هـ، الموافق 6 أبريل 2021م.