سهوب بغدادي
إنه عصر التقنية المتقدمة التي هيمنت على جنبات حياتنا اليومية في كل برهة وساعة، فيما يعي المستخدمون أن التقنية ووسائل التواصل الاجتماعي تشكِّل سلاحًا ذا حدين، فإن الإيجابيات قد تطمس على السلبيات والمخاطر وتموهها، فلقد كانت وسائل التواصل الاجتماعي إلى وقت غير بعيد لا تخرج عن المنشور التقليدي كالصور والفيديو، أما اليوم، فيشكل البث المباشر «الحي» جزءًا لا يتجزأ من أبرز تطبيقات التواصل وتعد الخاصية الأكثر شعبية، ما بين التكبيس والدعم، نغفل عن المخاطر التي قد يتعرض لها الشخص نتيجة سوء الاستخدام أو المبالغة في الساعات التي تكرس فيها، بلا شك أن ثقافة البثوث لا تخرج عن المسابقات و«الطقطقة» لذا يسودها اللغط والتسطيح والغضب والإحراج في أحيان كثيرة، كما يعد جانب الخصوصية أحد أهم المعايير الغائبة عن بعض المستخدمين سواء في البثوث الحية أو المنشورات العامة التي يشاهدها الملايين، بحسب أحد المؤثرات على مواقع التواصل الاجتماعي، أنها قامت بنشر صورة من مكان وجودها في تلك اللحظة، وكان معهد موسيقى في مدينة الرياض، دون إرفاق «فلتر» اسم المكان أو موقعه، وكانت المفاجأة أن أحد الأشخاص الذين يتابعونها شاهد المنشور، وبحث عن جميع المعاهد الموسيقية في مدينة الرياض ووجد المعهد، فلم تكن مهمته صعبة باعتبار أن هناك معاهد موسيقية معدودة، فكلها بضع دقائق وأقبل على الفتاة ليلقي التحية ويعاتبها قائلاً «أتابعك منذ مدة، وأتفاعل من منشوراتك فلماذا لا تتابعينني؟» وأصر عليها أن ترد المتابعة آنيًا، كان رد فعل الفتاة متخبطًا ما بين الحيرة والخوف، فقامت بمتابعته من ثم استأذنت للذهاب إلى دورة المياه-أكرمكم الله- من ثم تركت المكان على عجل، وقامت بعدها بحظر الشخص اللحوح وغريب الأطوار، على حد تعبيرها، بلا شك، أن هذه حالات -نتمنى ألا تكون شائعة- إلا أنها حقيقية، وقد يغفل البعض عن تداعيات هذه الوسيلة المتقدمة، فعلاً إنها سلاح ذو حدين، فينصح المختصون بنشر المحتوى بعد ترك المكان لا أثناء التواجد فيه، منعًا لمثل هذه المواقف المحرجة والخطيرة -حماكم الله- ويجب التنبيه على الأطفال واليافعين من تلك المخاطر، باعتبار كثافة استخدامهم لها وتداخل التقنية في حياتهم اليومية سواء لأغراض التعليم أو الترفيه.