شروق سعد العبدان
نمشي في مناكبها، ونأكل من رزق الله، ونسعى في طرقاتها ونحن على جهل ونصيب.
ما إذا كان ما نمشي عليه طيباً أم جرزا!
لم يعد المشي في أي مكان آماناً.
يجب أن يتحرّى المرء الحذر ويتنبأ لخطواته وما يشعر!
ويجب أن لا يتجاهل القلب ذلك.
حتى الإحساس بالحذر والتعامل به مؤذ للنفس.
ستكون في جهد مضاعف في تعاملك وتركيزك.
ونحن نحب أن نعيش بسطاء.
أحق الحقائق فينا هي التي لا تقال.
حديث رددته من طرف لسانك.
ورقة كتبت بها جُل ما في قلبك، ثم مزقتها.
رسائل كتبت ببكاء، أو بغضب، أو قد تكون بحب، أو اعتراف ثم حُذفت!
نحن لا نبعث شيئاً صادقاً عندما نتألم.
بل نحاول أن نوضح أن لا صحة لما قد تبين علينا.
ونسعى بأن يُقال ما يجعلنا مع بعضنا وإن كان على ألم..
وهذا ما جعلنا مكدسين.
داخلنا مزدحم ودموعنا كأنها تُدفع من على القمة وتحاول ألا تسقط.
صعيداً لا حول لنا به ولا اختيار..
منا من ركز به شجرة، ومن حفر به بئراً، ومن شيد به عماراً، ومنا من تركه فضاء، ومن أحاطه بالنقاء، ومنا من سقاه بحلمه وحصده بصبره حتى مال عليه ما مال.
نحنُ لا ننسى ما غيرتهُ بنا الأرض التي وطأناها.
ولا رائحة التراب العالق بأطراف ثيابنا.
لا ننسى شكل المطر حينها.
أنا لا أكره الدروب التي مشيتها، ولا السنين التي عشتها.
كان قدراً لا بد لي أن أتذوقه.
ولولا مرارته وحلاوته لما كنت ما أنا عليه الآن من كيان وسكون وسكينة.
كان لا بد من الخوض حتى تخرج النتيجة.
ولا بد من السقوط حتى أقف.
ولا بد من البكاء حتى أضحك.
طعم الأشياء بعد مُرها لذيذ جداً.
والوقوف فوق تلّ لنرى الحياة بشكل أوضح لن ينفع.
عندما عبرت الأرض التي لم تناسبني.
كان في داخلي شعور يركض ربيعاً!
فضاء يسرُ الناظرين.
فجميعنا لا يستشعر معنى أن يعوّضنا الله.
العوض ليس شيئاً من حياة كاملة.
العوض حياة كاملة من كل شيء..
اختلاف جذري عن كل ما مر بك وما كنت عليه.
حتى في نفسك..
وأنا وقتما وصلتُ أرضك كنتُ أعتقد بأنها أرض سفر. أي لا بقاء بها ولا مقر ولكني كنت أتنفس بشكل أفضل، وأنام بطمأنينة أفضل.
كنت أشعرُ بأن هناك أمراً مختلفاً.
الصباح الذي تلا أول ليلة من بعدك كان نهاراً
ملبداً بالحب.. ومن ذلك النهار لم تستطع قدمي الوقوف على صعيد غير ذلك فقد كان صعيداً طيباً..!