د.نايف الحمد
« مغامرة كبيرة تلك التي خاضتها إدارة نادي الهلال بقيادة الأستاذ فهد بن نافل بعد أن هبّت رياح التغيير في سماء الكرة السعودية وحدثت النقلة النوعية بعد استحواذ صندوق الاستثمارات العامة على أربعة أندية جماهيرية، وكذلك دعم أندية روشن من خلال لجنة الاستقطابات بالعديد من الصفقات الأجنبية العالمية.
«من المعروف أن الهلال من الأندية التي تميزت بالاستقرار ورسم سياسات واستراتيجية بعيدة المدى، والتغيير في تركيبة الفريق تتم وفق ضوابط ودراسة مستفيضة ومحددة.. لكن المرحلة فرضت على مسيري النادي التغيير ووضعتهم أمام تحدٍّ كبير، فكانت النتيجة الزج بسبعة لاعبين أجانب جدد دفعة واحدة، إضافة للمدافع الرائع حسان تمبكتي ما جعل التغيير يطال ثلاثة أرباع القائمة الأساسية للفريق.
«أعتقد أن التعاقد مع المدرب الخبير جيوسس كان حجر الزاوية في عمل المنظومة، وهي الخطوة الأهم في رسم خارطة الطريق لمرحلة محفوفة بالمخاطر وتحتاج للكثير من العمل والتركيز بعد أن توفرت الإمكانات لجميع الأندية وأصبحت حتى تلك التي كانت تعاني من الديون والقضايا قادرة على جلب أهم نجوم العالم ومنافسة الهلال الذي لطالما كان يغرد وحيداً خارج السرب بفضل عمل إداراته المتعاقبة واستثماراته الهائلة وجماهيريته الطاغية.
«بعد مرور نصف الموسم تقريباً سجل الفريق الهلالي نجاحاً باهراً بعد بداية غير مقنعة، وبات يقدم آداءً ملفتاً بهوية فنية جديدة وشخصية واضحة جداً؛ ولا يحتاج سوى ليعض الرتوش للوصول لفريق متكامل قادر على منافسة أي فريق مهما كان حجمه، خاصة أن الفريق سيخوض معترك مونديال الأندية الأول بحلته الجديدة نهاية الموسم القادم 2025.
«الكثير من النقاد والجماهير الهلالية يشاركني الرأي أن الفريق يحتاج لعنصرين، الأول في الشق الهجومي، والآخر في منطقة الظهير الأيسر حتى تكتمل منظومة الفريق.. وإذا ما تمكن النادي من جلب مهاجم آسيوي فسيكون دعامة كبيرة للفريق في دوري الأبطال حتى لو كان عن طريق الإعارة على اعتبار أن قواعد الاتحاد الآسيوي ستتغير اعتباراً من الموسم القادم ولن يشترط وجود لاعب آسيوي.
«ما يبعث على الراحة ويجعل من اختيار لاعب في الشق الهجومي أسهل هو وجود اللاعب المميز (مالكوم) الذي يمتلك القدرة على شغل أيٍّ من مراكز الشق الهجومي في الفريق؛ ما يعني إمكانية استقطاب لاعب في أحد تلك المراكز بدلاً من ميشايل، وتوظيف مالكوم حسب احتياج الفريق.
نقطة آخر السطر
«في ظل قرار تقليص قائمة فرق روشن إلى 25 لاعباً اعتباراً من الموسم القادم سيكون على إدارة النادي والأجهزة الفنية البدء في التحضير لهذه الخطوة مبكراً، وأرى أن استقطاب ظهير أيسر أجنبي من مواليد 2003 فأصغر في الميركاتو الشتوي سيكون مفيداً جداً ويمكن أن تبني عليه خططك للموسم القادم على خلفية القرار القاضي بزيادة لاعبين اثنين أجنبيين في هذا العمر؛ شريطة أن يكون ذا مستوى عالٍ ويقدم الإضافة للفريق وتسجيله بدلاً من نيمار.. وسيبقى لديك خانة أخرى لأجنبي شاب يمكن استثمارها مطلع الموسم القادم.
«بهذه الطريقة ومع عودة الساحر نيمار سيكون لديك فريق مرعب بمواصفات عالمية يليق بنادي يمتلك كل مقومات النجاح محلياً وخارجياً».