د.شامان حامد
بكتيريا الشيغيلا المسببة لمرض الزُّحار مرض الدوسنتاريا، تُصيبُ وتنشر الفزع في أجساد وأواسط الإسرائيليين لاسيما الجنود المنتشرين حاليًا في قطاع غزة، ليكون شديد العدوى، مصاحباً للإسهال الحاد والجفاف المُفاجئ، بالإضافة إلى مضاعفات خطيرة قد تودي بحياة المريض، هكذا اعترفت الأجهزة الإسرائيلية، والأطباء العسكريون أن هذه الحالات تقود إلى الاعتماد المتزايد على التبرعات الغذائية، تلك الشركات التي تكالبت بالدعم عليهم، لتتحول لأسلحة ربانية قادمة من مصادر مختلفة، دون فحوصات للتأكد من سلامتها مع انعدام النظافة، لتتفاقم، وتهدد كفاءة وجهوزية الجنود الخائفين أصلاً من أبطال غزة، وحتى الوجبات الرسمية غير صالحة للاستهلاك، في ظل الأوضاع القاسية التي يعيشها الجنود على حدود القطاع.. متناسين تحذيرات الصحة العالمية من تفشي الأمراض المعدية في غزة، خاصة الكبد الوبائي والإسهال جراء ما يقومون به من إبادة دون دفن الجثث التي تلعنهم بأرواحها.
وفي تصريح الدكتور تال بروش، مدير وحدة الأمراض المعدية بمستشفى أسوتا، لـ «يديعوت أحرونوت»، بـ «ارتفاع غير عادي» في هذه الحالات المرضية» ففي مرة واحدة أصيب حوالي 18 جندياً بأمراض معوية وتلقى 2000 جندي إسرائيلي مساعدة الطب النفسي النتائج «الملفتة والمثيرة للقلق» أن بكتيريا الشيغيلا تسبب الزحار، وتسبب في كثير من الحالات إسهالاً شديداً وارتفاعاً في درجة الحرارة، وهو مرض خطير للغاية، وقد تفشى بين جنود الاحتلال في غزة، وتتم العدوى من خلال الاتصال المباشر بين شخص وآخر أو من خلال الطعام، وبالتالي إذا كان هناك 10 جنود في سرية مشاة يعانون من حمى تصل إلى 40 درجة ويعانون من الإسهال كل 20 دقيقة، فإنهم غير صالحين للقتال ويعرضون أنفسهم للخطر، ليكون السر أن «طعام العسكريين غير صالح للأكل»، وهو ما اعترف به الدكتور بروش: «هناك قواعد واضحة جداً لنظافة الطعام يجب أن يعرفها كل من يملك مطعماً، وعادة ما يكون الجيش صارماً للغاية بشأن هذا الأمر، لكن مشروع التبرعات الغذائية للجنود برمته يخرق هذه القواعد ونحن لا نعرف من يقوم بإعداد الطعام. يمكن أن يكون هذا فئة من الطلاب أو تجمعات ينظمها أفراد، فلا نعرف كيف تم التعامل مع الطعام، وكيف تم طهيه وكيف تم تعبئته. ثم يتم إرساله إلى الجنود دون تبريد. هناك حد أقصى من الوقت يمكن السماح فيه للطعام بالتخزين حتى موعد تناوله»، وهكذا يتجلى الضرر على المستوى الوظيفي في ردود الفعل لدى الإسرائيليين مثل الانزواء أو الصمت أو القلق أو التوتر أو الشعور العام الصعب الذي يلازم الجندي في مثل هذه الحالات.. فكلوا واشربوا فأطفالنا وأهلنا في غزة مأكلهم ومشربهم أطهر من مأكلكم ومشربكم، فطابوا أينما وجدوا أمواتاً وأحياءً.