سهم بن ضاوي الدعجاني
الراصد لحضور الوزراء في وسائل التواصل الاجتماعي في السنوات الأخيرة منذ إعلان رؤية 2030، يقرأ سياقاً شفافاً ومختلفاً لحساباتهم في تلك الوسائل، حسب برامجهم الوزارية، فأصبحنا نجد كلمات تصف حضور الوزير: «اجتمعت»، «التقيت»، «عقدت»، «بحثت»، «شاركت»، «أزور»، «سعدت»، «ناقشت»، بل على مستوى تفاعلي أكبر بين الوزراء المعنيين، نقرأ سياقاً آخر يتم فيه تواصل وتفاعل بين الوزراء أنفسهم، بتقاطع جميل حول نجاحات وزارتهم وبرامجها الموجهة لخدمة المواطن، فتجد من يكتب منهم «أهنئ «، «سرّني»، يرسم بذلك جمال العلاقة بين الوزراء الزملاء فيما يجود عمليات التنمية المختلفة والتطور الإداري الملموس في «معمار» خدمة المستفيدين عبر «التجديد» و»المعاصرة « في التعامل مع المشاريع التنموية، وحيوية التواصل على المستوى الأفقي بين الوزارات الخدمية، من باب تبادل الخبرات و»التعاون «، حسب الاختصاص لتطوير الخطط التنفيذية للمشاريع المشتركة بين الوزارات المختلفة لخدمة المواطن بأساليب حديثة ومتطورة وسريعة جداً، هذا الطقس التواصلي خلق جوًّا من العمل الإداري المسكون بالانسيابية، وسرعة التعامل بين الوزارات الخدمية، بل بين الوزراء أنفسهم في إيصال «فكرة المشروع» أو «الشكر» أو «الإشادة» بفريق العمل، لبناء منهج جديد غير مألوف في ثقافة ولغة التخاطب التقليدية المعروفة لدينا من سنوات بين مسؤولي الدولة، مما يؤكد أننا في الطريق الصحيح لتغيير ثقافة التعامل مع قضايا المواطن على مختلف المستويات، فقد أصبح المواطن بعد «الرؤية» شريك نجاح، ومراقب تنمية، تراهن المرحلة على وعيه، كما تراهن على سرعة «تواصل» و»استجابة» الوزراء من أجل خدمة المستفيد من خلال التواصل الرقمي.
السؤال الحلم
متى ما اتسعت دائرة تعامل «الوزير» مع وسائل التواصل الاجتماعي بشكل يعانق طموح رؤية 2030، نكون نجحنا في اختصار «الزمن» و»الجهد» في تسليط الضوء على كثير من الأفكار والمشاريع الحيوية، ومتى ما أصبحت «تغريدات» الوزراء أكثر سرعة من أجل خدمة المواطن، اقترب المجتمع بشكل أكثر إلى تحقيق التنمية المستدامة، ونشر ثقافة الإدارة التفاعلية المباشرة بين «المسؤول» و»المستفيد» التي تجعل من «سرعة الإنجاز» للمسؤول هدفها الأول، وخدمة المواطن خط أحمر.