محمد الخيبري
في الغالب يصاحب فترات التوقف الكروية للدوريات فتور جماهيري جماعي وركود إعلامي وسكون مؤقت في الأخبار العاجلة والحصرية ..
ولكن في وقتنا الحالي مع التطور التقني الهائل والتقدم العلمي في استخدام التطبيقات للأجهزة الذكية والتي سهلت للجميع الاطلاع وإبداء الرأي والنقاش بكل حرية والوصول السهل لأصحاب القرار وتميز بعض الأصوات والتي تصنف بصوت «الرأي العام» الجماهيري ..
أصبحت مساحات منصة ( X ) «تويتر» سابقاً من أهم التجمعات الجماهيرية والإعلامية والتي يجد فيها المتابع الرياضي الحرية الكاملة في إبداء الرأي بكل تجرد أو الاستماع لتلك الآراء بدون فرضية من أحد وبشكل اختياري وحر ..
هذه المساحات وعلى الرغم من نتاجها الإيجابي الكبير على المستوى الاجتماعي والثقافي والرياضي إلا أنها خالفت التوقعات أثناء فترة التوقف الأولى في هذا الموسم فتحولت لساحات للصراعات الجماهيرية «وبؤر» حيّة لبث التعصب والانقسامات..
فترة التوقف المتزامنة مع مشاركة منتخبنا الوطني في بطولة كأس آسيا وعلى الرغم من طولها لم يتم دعم المنتخب فيها بالشكل المطلوب وإنما استغلت هذه الفترة لتصدير التعصب واستغلال مشاركة المنتخب في البطولة الآسيوية لاستجلاب للأحداث القديمة التي لاتخدم رياضتنا وكرتنا السعودية بشيء..
وما ساعد على ذلك تدخل «بعض الأصوات» الإعلامية المؤثرة جماهيرياً ودخولها في نفق التعصب المظلم لدغدغة العاطفة الجماهيرية الجياشة مع أنديتها وضد الأندية المنافسة..
مما زاد حدة التوتر وزاد نسبة التراشق الكلامي بين الجماهير وتحويل تلك المساحات من تظاهرة اجتماعية في العالم الافتراضي إلى ساحات لتصفية الحسابات والقمع الفكري والتعدي على كرامة الناس والمساس بالمناطقية والقبلية على الرغم من الإجراءات القانونية المشددة من هذا الجانب..
والشيء الغريب الذي نتج من تلك الصراعات والخلافات في مساحات منصة ( X ) هو النزاعات بين جماهير النادي الواحد نتيجة للتأجيج من الصوت الإعلامي أو حتى من المحللين الرياضيين واللاعبين السابقين الذين يجدون القبول الجماهيري ويتواجدون في المساحات بكل حرية وتجرد ..
ولست بصدد محاسبة المسؤول عن هذا الانفلات الجماعي لأن هذا الأمر سيعدينا لمعادلة «البيضة والدجاجة» من الذي أتى أولاً..
ولكن سنطرق أبواب الأمانة المهنية وأوجه الرسالة للفئة الرياضية الأهم «الجماهير» وأطلبها أن تغلب مصلحة منتخبنا الوطني ودعمه في مشاركته القارية والوقوف مؤازرين له حتى يحقق البطولة المحببة له ..
قشعريرة ..
أيام قليلة تفصلنا عن رؤية المنتخب السعودي في المعترك الآسيوي والذي أتوقع أن تكون هذه المشاركة قوية سيذهب بها بعيداً ولن أبالغ إن قلت بأن منتخبنا الوطني مرشح قوي لنيل بطولة آسيا ..