مضى ما يقارب الأسبوعين منذ إعلان تشكيلة المنتخب وما زالت الأصوات تعلو حيال الأسماء التي لم تُستدع ما بين مؤيِّد ومعارض وما بين من ينظر لمصلحة ناديه في ذلك والعكس، حتى نسينا المشاركة نفسها واستعدادات المنتخب ومتابعة أخباره اليومية والتعليق عليها ومناقشة حظوظه في المنافسة، نسينا كل ما هو مهم من أجل الحديث عن انضمام هذا اللاعب واستبعاد ذلك الآخر، وحين أتطرق لهذه الجزئية فأنا لست بخيركم في ذلك فلقد تساءلت واستغربت من بعض الأسماء المنضمة والمستبعدة ولكن لا بد لهذا الحديث أن يتوقف وأن نحترم خيارات مدرب كبير مثل مانشيني، ولا أعني بذلك أنني معه في اختياراته ولكن احترم رأي كل مدرب يرى في استبعاد أي لاعب أنه لا يناسب طريقته ونهجه الفني وقد يصيب في ذلك أو يخطئ، فالمدرب عادة يختار اللاعب الأنسب لأسلوبه وليس بالضرورة أن يكون اللاعب الأفضل في تلك الخانة والشواهد في ذلك كثيرة سواءً في الأندية أو المنتخبات، لذا إن أردت الحديث عن المنتخب هذه الفترة فالهاجس الأكبر بالنسبة لي هي كثرة الإصابات التي تداهم اللاعبين في كل المعسكرات التي تُقام تحت إشراف السيد مانشيني بصورة تجعلني أتساءل: لماذا كل هذه الإصابات وخصوصاً أن أنديتنا الآن باتت تضم أجهزة فنية على مستوى عال على صعيد التأهيل اللياقي والبدني، هذا المعدل العالي من الإصابات يجعلني قلقاً على مشاركة المنتخب في كأس آسيا واحتمالية افتقاده لعدد من العناصر أثناء البطولة، وإن اختزلنا الحديث عن المعسكر الحالي لوجدنا أن أسماء كأيمن يحيى والبليهي وعيد المولد وناصر الدوسري والشهري والحسن وقد تكون هناك أسماء أخرى لازمت العيادة واحتاجت للدخول في برامج طبية وتأهيلية للعودة إلى المشاركة، أما فنياً فما زلت أرى بأن مدرب المنتخب كان بحاجة إلى وقت أطول ومباريات ودية أكثر لتطبيق أفكاره ومع ذلك فقد شاهدنا هوية فنية واضحة في مباريات التصفيات مؤخراً قد تنقصها الجودة في التطبيق وهذا سيتم مع تتابع المباريات واستيعاب اللاعبين الكامل لهذه الطريقة، أما حظوظ المنتخب في البطولة فلا أعلم لماذا ينتابني شعور بأننا سنقدم بطولة محترمة على الصعيد الفني وهذا الشعور استمددته من مشاركات سابقة للمنتخب يكون فيها التخوف والتشاؤم هي اللغة السائدة ليكون الواقع أجمل من ذلك بكثير كمشاركتنا في بطولة آسيا 2007 ومشاركتنا الأخيرة في مونديال قطر، بقي أن أشير إلى أن الواقع في الأغلب يخلف توقعاتي وشعوري فلا تتشبثوا به كثيراً.
رسالتي: أولئك البعض الذين أعنيهم في مقدمة حديثي.. جميعنا يعلم دورة حياة هذه القصة ستظلون في ترقب لانتظار أي إخفاق للمنتخب لتعاودوا سن السكاكين والحديث عن هذا النادي وذاك اللاعب، وعند الفوز ستتبدل اللغة إلى أن المنتخب للجميع ولا فرق بين هذا النادي وذاك، الرواية محفوظة وأجزاؤها كثيرة نصيحتي اجتهدوا لتحسين السيناريو!
**
محمد العويفير/ @owiffeer