الرياض - خاص بـ«الجزيرة»:
يجيء فوز المملكة العربية السعودية باستضافة معرض إكسبو الدولي 2030 ترسيخاً لدور المملكة المحوري، وتتويجاً لسلسلة النجاحات والإنجازات التي حققتها المملكة في مختلف المجالات والميادين في داخل المملكة وخارجها.
ولاشك أن الفوز الساحق الذي حظيت به المملكة يعكس مكانتها الريادية والاقتصادية الدولية، ويجسد الثقة العالمية فيها، وهي ثمار التوجيهات الكريمة والدعم اللامحدود من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين عراب الرؤية المباركة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظهما الله-.
«الجزيرة» التقت عدداً من الخبراء والمختصين العاملين في الحقل الوقفي ليتحدثوا حول كيفية إسهام الأوقاف في معرض إكسبو بالرياض 2030.. فماذا قالوا؟
المبادرات الوقفية
يوضح الدكتور أحمد بن عبدالعزيز الشثري أستاذ الفقه بجامعة سطام بن عبدالعزيز، رئيس مجلس إدارة مؤسسة منارات الخير الوقفية أن أول فكرة لمعرض إكسبو كانت عام 1851م في لندن حيث ظهرت فكرة إكسبو المعرض العالمي، والذي يهدف إلى عرض منتجات العالم، ويعتبر هذا أول معرض إكسبو أقيم في العالم، ويقام حالياً في كل خمس سنوات، وقد خرجت منه عدد من المبتكرات والمنتجات والمخترعات، فمن معرض إكسبو خرجت شاشة اللمس التي تستخدم في الهواتف النقالة حيث أول ما ظهرت في معرض إكسبو نكسويل عام 1981 في أمريكا، ومن منتجات معرض إكسبو في فرنسا برج إيفل في باريس حيث أقيم إكسبو، ويجتمع في معرض إكسبو أكثر من 190 دولة من جميع ثقافات العالم، فمن هذا المنطلق حري بالأوقاف والمؤسسات الوقفية، والقطاع غير الربحي المشاركة في هذا المعرض العالمي إكسبو الذي سيقام في الرياض 2030، وذلك بعدد من المبادرات الوقفية، وبث روح القيم والأخلاق الإسلامية النبيلة للعالم من خلال هذا المعرض العالمي، وهذا هو منهج النبي عليه الصلاة والسلام فقد كان يعاشر الناس على بصيرة من أمره وأمرهم، فما وجد حسناً شارك فيه، وبث فيه ما كان نافعاً ومفيداً للناس، وقد كانت في الجاهلية ثلاثة أسواق مشهورة عكاظ، ومجنة، وذو المجاز، ومازالت الأسواق قائمة بعد ظهور الإسلام يفد إليها الناس بتجارتهم، وتقديم ثقافاتهم المختلفة.
مقترحات مهمة
ويقترح د. أحمد الشثري على القطاع الوقفي المساهمة في هذا الحدث بعدد من الأمور أهمها ما يلي:
-1 الاستفادة من أهم المنتجات والمبتكرات الوقفية في المملكة العربية السعودية، والعالم الإسلامي للاستفادة منها في تنفيذ وتشييد معرض إكسبو 2030 وذلك بتقديم المبادرات للهيئة الملكية لمدينة الرياض، والقائمين على تنفيذ هذا المعرض العالمي، ليخرج كأفضل معرض إكسبو عالمي يقام في مهبط الوحي، ومنبع الرسالة المملكة العربية السعودية.
2 - عقد المؤتمرات والندوات لتقديم الدراسات والأبحاث الوقفية قبل تنظيم المعرض للاستفادة من الأفكار البحثية الوقفية التي يمكن عرضها في معرض إكسبو 2030.
3 - الاستفادة من العقول البشرية الوافدة وعقد اللقاءات والورش مع المختصين في الأوقاف للاستفادة من تجاربهم الوقفية في تقديم نماذج وقفية وابتكارات جديدة يمكن الاستفادة منها في الأوقاف بالمملكة العربية السعودية.
4 - تنظيم معرض مصاحب في معرض الرياض إكسبو 2030 بحيث يضم أبرز نتاج الجمعيات الوقفية الرائدة والقطاع غير الربحي في المملكة العربية السعودية.
5 - الإعلان عن جائزة قيمة لأفضل مبادرة وقفية عالمية يتم تقديمها خلال معرض إكسبو 2030 بالرياض، لتكون هذه المبادرة الفائزة نواة وقفية عالمية يتم تأسيسها في المملكة العربية السعودية تبقى ذكراها وقفية خالدة لهذا الحدث العالمي في بلادنا المباركة.
تعزيز الاقتصاد
ويشير الدكتور أحمد بن فهد الضويان مستشار الشركات العائلية، الأمين العام لأوقاف علي عبد العزيز الضويان: إلى أن المملكة العربية السعودية تحظى بإرث ثقافي عريق ومكانة دولية راسخة وستقدم من خلال معرض إكسبو الدولي 2030 في مدينة الرياض نسخة تاريخية وفريدة لكل العالم، وستكون هذه فرصة رائعة للمملكة لعرض تاريخها وثقافتها الغنية وتسليط الضوء على الابتكارات والتقنيات الحديثة التي تساهم في التنمية المستدامة والتقدم الاقتصادي والاجتماعي، كما سيكون إكسبو 2030 مناسبة رائعة لتعزيز الروابط الدولية وتعزيز التفاهم والتعاون العالمي، وبلا شك سيساهم المعرض في تعزيز الاقتصاد الوطني السعودي وخلق فرص عمل جديدة للشباب السعودي، ومع فوز المملكة بتنظيم معرض إكسبو 2030، فإن القطاع الوقفي أمام فرصة استثنائية غير مسبوقة لتعظيم دور القطاع والاستفادة من التطورات الحديثة في هذا القطاع مع شركاء مهمين ومن خلال استثمارات وتقنيات مبتكرة تخدم القطاع وتساهم ي تطوره؛ فقطاع الأوقاف هو أحد القطاعات الحيوية في المملكة العربية السعودية ويلعب دوراً مهماً في التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
لا يقل دور القطاع الثالث أهمية عن القطاعين الحكومي والخاص بالمملكة، فهو يشكل عاملاً مهماً للتأثير الإيجابي على الفرد والمجتمع بالمملكة العربية السعودية ويعزز النمو المستدام على كافة الأصعدة. ولذلك، فإن قطاع الأوقاف بالمملكة مدعو وبكل قوة للمشاركة والاستفادة من هذا الحدث الاستثنائي.
قطاع ثري
ويشير د. أحمد الضويان إلى إنه يمكن لقطاع الأوقاف الاستفادة من معرض إكسبو 2030 بعدة طرق، منها عرض الثقافة والتراث، حيث يمكن للقطاع الوقفي عرض التراث والثقافة الإسلامية والعربية من خلال جناح مخصص في معرض إكسبو، ويمكن عرض المعالم الثقافية الهامة والمساجد التاريخية والكتب والمخطوطات القديمة وغيرها من العناصر التي تمثل التراث الوقفي، وسيتاح للزوار فرصة للاطلاع على الثقافة والتراث الوقفي وزيادة الوعي به، كما يمكن أن يساهم معرض إكسبو 2030 في تعزيز مكانة الأوقاف في المجتمع من خلال عرض دور الأوقاف في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، كما يمكن أن يساعد المعرض في تعريف العالم بأهمية الأوقاف، وأهدافها النبيلة، باعتبار قطاع الأوقاف قطاعاً ثرياً ويزخر بالأفكار والمشروعات والأنشطة التي يمكن تنفيذها للاستفادة من معرض إكسبو 2030، ويجب على القطاع الوقفي التخطيط والتنسيق المسبق للمشاركة في هذا المعرض وتحديد الأهداف المحددة التي يرغب في تحقيقها، ويمكن أن يجذب معرض إكسبو 2030 الاستثمارات للأوقاف من خلال عرض الفرص الاستثمارية المتاحة في قطاع الأوقاف، كما يمكن أن يساعد المعرض في تعريف المستثمرين بأهمية الاستثمار في الأوقاف ودوره في تحقيق التنمية المستدامة، ومن ناحية يمكن أن يساهم معرض إكسبو 2030 في تعزيز التعاون الدولي في مجال الأوقاف من خلال تبادل الخبرات والتجارب بين مختلف الدول، بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يساعد المعرض في إنشاء شراكات جديدة بين الجهات المعنية بالأوقاف في مختلف أنحاء العالم.
واختتم د. الضويان حديثه بالتوكيد على أن فوز المملكة العربية السعودية بتنظيم معرض إكسبو 2030 هو إنجاز وطني كبير يعكس الثقة الدولية بالمملكة العربية السعودية وبكافة مؤسساتها وقطاعاتها -وبعون الله- فإن قطاع الأوقاف بالمملكة على قدر هذه الثقة مثل باقي قطاعات الدولة، وإننا نثق بأن المملكة قادرة -بعون الله- على إبهار العالم من خلال استضافة هذا الحدث العالمي وقدرتها على تنظيمه تنظيماً يليق بما وصلت له من تطور وتقدم يؤهلها لإقامة واستضافة أكبر الفعاليات على مستوى العالم. نحن-بحول الله وقوته- مستعدون للترحيب بالعالم وتقديم نسخة استثنائية من هذا الحدث لنلهم الجميع بما نقدمه للمساهمة في صناعة غدٍ أفضل للجميع.
مساهمة الأوقاف
ويقول الدكتور الدكتور خلف بن علي العنزي رئيس مجلس إدارة جمعية نماء للخدمات الوقفية بمنطقة الحدود الشمالية (أوقافُنا): إن اختيار المملكة لاستضافة المعرض العالمي إكسبو 2030، يأتي تأكيداً لما تحظى به من مكانة عالمية، وجاء فوزها باستضافة هذا الحدث العالمي بجهود حثيثة من سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وبما أن المعرض فرصة للتوسع بالخطط التنموية، وتعزيز مساعي ولي العهد في تنويع الاقتصاد، تحقيقاً لرؤية المملكة 2030، فإن المعرض فرصة للجهات الوقفية لإبراز أهدافها والتعريف بها، وبالأوقاف وأهميتها في التنمية الاقتصادية، ومساهمة الأوقاف في زيادة الناتج المحلي للاقتصاد، مما يسهم في إقبال الناس على الأوقاف وزيادتها.