أحمد المغلوث
تعيش الأحساء هذه الأيام بل الوطن فرحة كبيرة بمناسبة احتفالية جامعة الملك فيصل بالأحساء بيوبيلها الذهبي بمناسبة مرور 50 عاماً على تأسيسها والجميل أن هذه الاحتفالية الكبرى تأتي مصاحبة لرؤية الوطن ونهضته الكبرى في مختلف المجالات وإذا كان التعليم هو من أساسيات النهضة والتطور فهذا يؤكد اهتمام قيادة الوطن الرشيدة بكل ما يدفع بالعملية التعليمية إلى الأمام وأكدت دائماً على أهمية التعليم منذ الصغر وحتى مرحلة الدراسات العليا وبالتالي لم تتردد في أن تصرف المليارات من ميزانية الوطن سنوياً من أجل التعليم الجامعي ولا يمكن أن ننسى أو نتناسى ما صرفته الدولة -حفظها الله- على المدن الجامعية المختلفة والمنتشرة في مختلف المدن في وطننا الشامخ وجامعة الملك فيصل رحمه الله حظيت بمدينة جامعية كبرى باتت من المعالم الهامة في أحساء الخير والعطاء ولا يختلف اثنان على أن هذه الجامعة ومنذ إنشائها عام 1395هـ وصل عدد كلياتها إلى 16 كلية استطاعت هذ الكليات أن تدفع بخريجيها إلى سوق العمل أطباءً ومهندسين زراعيين وعمارة وخريجي الدراسات التطبيقية والمجتمع والتربية والصيدلة والعلوم. وعلوم الحاسب. والمجتمع. والهندسة. والآداب. والحقوق. وطب الأسنان.. وكلية المجتمع في أبقيق. جميع هذه الكليات تشكل لوحة «فسيفسائية» مدهشة ومجسدة لما تميزت به هذا الجامعة التي بات يشار لها بالبنان بفضل الدعم السخي من قبل القيادة الرشيدة والرعاية المستمرة لبناء المواطن المشبع بالعلم والمعرفة وفي مختلف التخصصات التي اختارها وبعد ذلك نجد أن خريجي هذه الجامعة رجالاً ونساءً وصلوا إلى مراتب عالية في مختلف المواقع وبعضهم حصل على شهادات عليا أهلتهم للوصول إلى مواقع ممتازة.
ولاشك أن هذا النجاح كان وليد اهتمام قيادات الجامعة المختلفة وبدعم من الدولة خلال الخمسة عقود الماضية وما زالت الجامعة التي تحتفل بيوبيلها الذهبي تعيش سعادة كبرى بهذه المناسبة «الذهبية» والتي تشرق بابتسامتها الكبرى فرحة ومبتهجة وهي تعيش لحظات رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز آل سعود أمير المنطقة الشرقية لهذا الصرح التعليمي الكبير وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال والوطن يقطف ثمار خريجيها الذين استفادوا كثيراً مما قدمته لهم كلياتها المتعددة والتي اتسمت ومنذ البداية بمعايير عالية من الجودة والتميز لذلك نجد أن العديد من طلابها الذين باتوا يحظون في أي موقع يعملون فيه بالتقدير نتيجة لتميزهم وإبداعهم. وأذكر هنا أنني تشرفت وفي عملي الإعلامي قمت بالسفر إلى الخبر لإجراء مقابلات مع أول دفعة من خريجي كلية الطب بفرع الجامعة بالشرقية وكم كانت الفرحة كبيرة على وجوههم. ونشرت التغطية أيامها في الزميلة «الرياض» عندما كنت أعمل فيها في ذلك الوقت.. وماذا بعد الجامعات كل الجامعات والكليات والمعاهد في وطننا الكبير يشكلون منارات عالية أنارت فضاءات.. ولاشك أن كل نجاح يحققه كل خريج أو خريجة من هذه الجامعة أو غيرها إنما هو نتيجة طبيعية وحتمية لتلك الجهود التي قام بها أساتذتها ومدرسوها فلا عجب بعد هذا أن تواصل الجامعة إنجازاتها الموثقة وعطاءاتها المستمرة في خدمة الوطن والمواطن في مختلف القطاعات. ولتحوز على العديد من الجوائز العلمية والتقديرية وكما هو معروف فلقد عززت الجامعة مكانتها في مجالات البحث العلمي وذلك من خلال تأسيس عدد من الكراسي يجدر بنا أن نشير إليها هنا. مثل: كرسي تطبيق التقنيات الحديثة في تكاثر الإبل. وكرسي سوسة النخيل الحمراء وكرسي اقتصاديات النخيل والتمور ومشتقاتها وكرسي أبحاث القطارات وكرسي اليونيسكو للموهبة والإبداع وذوي الاحتياجات الخاصة وكرسي أبحاث الطرق الإسفلتية وكرسي «الجزيرة» للإعلام الصحفي. وألف مبروك لجامعتنا المتميزة.