مها محمد الشريف
نعيش في عالم بات التواصل فيه أمراً ضرورياً، ونتيجة لذلك أصبح المجال في العالم المتطور يحفل بمزيد من الخيارات والامتيازات والتفكير التقني العميق والإبداع والإنجاز الحقيقي، لذا تهتم الصحافة والإعلام بالعديد من الحقول العلمية المختلفة بما فيها الاقتصاد، والسياسة، والرياضة، ونقل الحقائق والوقائع من العالم وإليه بهدف التركيز على المشاكل التي يواجهها الإنسان والمجتمعات، فقد كانت مهمة وسائل الإعلام في أواسط القرن العشرين البحث عن الأخبار وتقديمها للمواطنين بصيغ مختلفة، إذ لم يكن مهماً بالنسبة للحكومات، وبخاصة في فترة الحرب العالمية الثانية، أن يعرف المواطن كل ما يجري، بل عليه أن يعرف ما تريد الحكومة أن يعرفه وحسب.
وهذا على الأرجح هو نوع من الإعلام التقليدي الذي تطور في عصر التقنيات والاتصال الحديثة ومواكبة عصر الذكاء الاصطناعي الذي يساعد على تسريع ثقافة الإنترنت المتنامية، وقدرته الحسابية على تجاوز حدود المعقول، وهذا يعزِّز اليوم أنماطاً مميزة، وهناك جانب أساسي يجب الحديث عنه في المملكة العربية السعودية التي تعد من الدول المهمة على الصعيد العالمي في مختلف المجالات، ولها مكانتها الدولية والدبلوماسية كواحدة من دول المنظومة الاقتصادية العالمية ومجموعة العشرين، وتملك رؤية المملكة 2030 الطموحة.
فمنذ اللحظة التي أصبحنا فيها مدركين لوجود تقنيات عالمية متطورة أتيح لنا تطبيقها والعمل بها، فكل شيء حولنا تم فهمه ضمن إطار زمني سريع يسير نحو المستقبل بخطوات متباعدة، فقد أخذ الإعلام السعودي دوره كمؤثر في الرأي العام المحلي والخارجي، بشكل مهني واحترافي يخدم القضايا الداخلية والخارجية، وهذا في الواقع الوقت الذي انطلقت فيه صناعة الإعلام ووسائله المتعددة، من هنا بدأت حركة وسائل الإعلام بالارتقاء والتطور، ولم تعد الصحافة مجرد خبر يذاع، و«السعودية للأبحاث والإعلام» و«كويست» الألمانية تطلقان مشروعاً للابتكار الإعلامي، اتفقت المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام (SRMG) وشركة «كويست» الألمانية على تأسيس مشروع مشترك طموح لتحسين الخدمات الإعلامية، والإنتاجية والتقنية في المملكة العربية السعودية.
وكما نُشر حول المشروع الذي سيتخذ مقراً في الرياض إلى الابتكار في مجالات التكنولوجيا الإعلامية، وإدارة التغيير، والتخزين السحابي، وتحليل البيانات وسلاسل الإمداد الإعلامية وتوزيع المحتوى، وفق بيان صادر عن المجموعة اليوم، في هذه الحالة الاستثنائية كبيرة الإمكان، يوجد وضع متواتر للإنجازات ذات قيمة إيجابية مبهرة، على الرغم من أن التقنيات الرقمية تحتم الوجود فيها حتى على أشد المولعين بالتكنولوجيا الحديثة حماساً.
والتساؤل الأكبر عن الكيفية التي ستستخدم هذا التعاون بين الخبرة الواسعة لـ«كويست» في مجال الابتكارات الإعلامية ومكانة (SRMG) كأبرز مجموعة إعلامية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بل يهدف المشروع إلى تقديم الدعم ليس فقط في السوق السعودية، بل خارجها أيضاً، ما يمثّل تقدماً كبيراً في الصناعة الإعلامية الإقليمية، وفق البيان الذي توقع أن يبلغ المشروع طاقته الكاملة في النصف الأول من العام الحالي، وحدد مشاريع محتملة إضافية على مجالات متعددة مثل الإعلام، والترفيه، والاتصالات، والطاقة، والصناعة، والسياحة، والقطاع العام والرياضة.
وكيف سيؤثر وجود تلك التقنيات الرائدة في القرن الحادي والعشرين، في غضون ذلك تنوعت الطرق والأهداف لنشر واحد من الإنجازات الحقيقية على مستوى العالم في هذا المجال وحظي بالكثير من النقاش في وسائل الإعلام وتعميق هذا الإنجاز ليحمل مغزى كبيراً جداً لروح العصر الجديد ونشر المظهر العام للتطور بطريقة لافتة تناسب التغيير الكبير في طبيعة المجتمع والثقافة.